اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 512
في مستهلّ شهر رجب من القلعة إِلى مجلس الحكم، فوضعت بخزانة في المدرسة العادليّة وكانت أكثر من ستّين مجلّدًا وأربع عشرة ربطة كراريس. فنظر القضاة والفقهاءُ فيها، وتفرّقت في أيديهم. وكان سببُ هذا أَنَّه وُجد له جوابٌ عمّا ردّه عليه القاضي المالكيّ بديار مصر، وهو زين الدين ابن مخلوف، فأُعلم السلطان بذلك فشاور القضاةَ فأشاروا بهذا.
ولم يزل بالقلعة حتَّى مات يوم الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. فحضر جمع كبير إِلى القلعة، وأذن لبعضهم ف الدخول وغُسّل وصلّي عليه بالقلعة. ثمَّ حُمل على أصابع الرجال، وأتَوا بنعشه من القلعة إِلى الجامع الأمويّ. وحالَما أُذّن لصلاة الظهر، صلّى الإمام الشافعيّ، من غير أَنْ ينتظر صلاة المشهد على العادة. ثمَّ صلّي عليه، وتوجّهوا به إِلى مقابر الصوفية. فما وصلوا به إِليها حتَّى أذّن للعصر. وأراد جماعة أَّن يخرجوا من باب الفرج أَو باب النصر فلم يقدروا من شدّة الزحام وحُمِل على الأيدي والرؤوس والأصابع. وكان الناس يُلقون عمائمهم على النعش ويجرّونها إليهم طلبًا للتبرّك بذلك!!
وحُزِرَ مَن صلّى عليه من الرجال فكانوا ستيّن ألفًا، وخمسة آلاف امرأة. وقيل أكثر من ذلك. وكان في عُنقه خيط عُمل بالزئبق لأجل القمل وطرده، فاشْتُرِي بجملة مال.
وكتَب بخطّه من التَّصانيف والتعاليق المفيدة، والفتاوى المشبعة، في الأصول، والفروع، والحديث، وردّ البدَع بالكتاب والسنّة، شيئًا كثيرًا يبلغ عدّة أحمال. فممَّا كمل منها:
- كتاب الصارم المسلول على منتقص الرسول صلى الله عليه وسلم.
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 512