اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 511
عشرين وسبعمائة بدار السعادة من دمشق، وعاودوه في فُتيا الطلاق وحاققوه عليها وعاتبوه بسببها. ثمَّ إنهم حبسوه بقلعة دمشق فأقام بها إِلى يوم الاثنين يوم عاشوراء سنة إِحدى وعشرين. فأخرج بعد العصر بمرسوم السلطان وتوجّه إِلى منزله، فكانت مدّةُ سَجنه بالقلعة خمسةَ أشهر وثمانيةَ عشرَ يومًا.
وفي يوم الاثنين بعد العصر، السادس من شعبان سنة ستٍ وعشرين، اعتُقل بقلعة دمشق بعدما حضر إِليه الأمير بدر الدين أمير مسعود ابن الخطير الحاجب، بمرسوم السلطان بذلك، ومعه مركوب. فأظهر السرور وقال: أَنا كنت منتظرًا لذلك، وهذا فيه خير كثير! - وركب وهو معه إِلى القلعة فأخليت له دار، وأجري له فيها الماءُ، وأقام معه أخوه زين الدين يخدمه بإذن السلطان، ورُسم له بما يقوم بكفايته. وكان سبب هذه الكائنة فتوى وُجِدت بخطّه في المنع من السفر وإعمال المطيّ إِلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين، وفتوى في أَنَّ الطلاق الثلاث بكلمة يُرَدُّ إِلى واحدة.
وفي يوم الأربعاء منتصف شعبان، أمر قاضي القضاة جلال الدين القزوينيّ بحبس جماعة من أصحابه بسجن الحكم. وكان ذلك بإشارة تنكز نائب الشام. وعزّر جماعة على دوابّ ونودي عليهم، ثمَّ أطلقوا إِلاَّ شمس الدين ابن قيّم الجوزية، فإنه حُبِس بالقلعة.
وفي يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، أخرج ما كَانَ قد اجتمع عند ابن تَيْمِيَّة بالمكان الَّذي هو فيه معتقل بقلعة دمشق من الكتب والكراريس والأوراق، ومن دواة وأقلام، ومُنع من الكتابة وقراءة الكتب وتصنيف شيءٍ من العلوم أَلبتّةَ. وحُملت
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 511