اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 510
بالانتصار له، فأبى ذلك ومنعهم منه.
ثمَّ خرج إِلى دمشق مع العسكر قاصدًا الغزاة، وتوجّه إِلى القدس وسار على عجلون وزرع، فدخل دمشق في أوّل ذي القعدة - وقد غاب عنها أكثر من سبع سنين - ومعه أخواه وجماعة من أصحابه. فخرج إِليه خلق كثير، وسُرّوا به سرورًا كبيرًا.
وفي يوم الأربعاء العشرين من شوّال سنة ستّ عشرة وسبعمائة، توفّيت والدتُه ستُّ النعم بنت عبد الرَّحمن بن عليّ بن عبدوس الحرّانية بدمشق، ودُفنت بمقابر الصوفيّة. وكان مولدها في سنة خمس وعشرين وستّمائة تقريبًا. وولدت تسعة أولاد من الذكور، ولم ترزق بنتًا.
وفي يوم الخميس منتصف شهر ربيع الآخر سنة ثماني عشرة وسبعمائة اجتمع قاضي القضاة شمس الدين الحنبيلّ بالشيخ تقيّ الدين، وأشار عليه بترك الإفتاء في مسألة الحلف بالطلاق، فقبِل إشارتَه.
فلمّا كَانَ مستهلّ جمادى الأولى منها، ورد البريد من مصر، ومعه مرسوم السلطان بمنعه من ذلك، وفيه: «من أفتى بذلك نكّل به». ونُودِي بذلك في البلد.
فلمَا كَانَ يوم الثلاثاء تاسع عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وسبعمائة، جُمع الفقهاء والقضاةُ عند الأمير تنكز نائب الشَّام، وقُرئ عليهم كتاب السلطان، وفيه فصل يتعلّق بالشيخ تقيّ الدين بسبب فتياه في مسألة الطلاق. فعوتب على فتياه بعد المنع، وانفضّ المجلس على توكيد المنع.
ثمَّ عقد له مجلس في يوم الخميس ثاني عشري شهر رجب سنة
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 510