اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 504
مذهب ابن العربيّ وابن سبعين. فكتب إِليه نحو ثلاثمائة سطر ينكر عليه. فتكلّم نصر المنبجيّ مع قضاة مصر في أمره، وقال: هذا مبتدعٌ، وأخاف على الناس من شَرّه! - فحسّن القضاة للأمراء طلبه إِلى القاهرة وأن يعقد له مجلس بدمشق. فلمّا كَانَ في يوم الاثنين ثامن شهر رجب، طُلب ابن تَيْمِيَّة والفقهاء إِلى القصر الأبلق عند الأفرم. وسأله عن العقيدة فأحضر عقيدته الواسطيّة وقرئت في المجلس، وبحث معه فيها، وانفصل المجلس ولم يُكمل قراءتَها. ثمَّ اجتمعوا يوم الجمعة ثاني عشرة بعد الصلاة، وحضر الشَّيخ صفيّ الدين الهنديّ وأقامو [هـ] للبحث معه. ثمَّ أقاموا الشَّيخ كمال الدين ابن الزملكانيّ فحاققه وبحث معه من غير مسامحة، فرضُوا ببحثه وأثنَوا على فضائله وانفضُّوا، والأمر قد انفصل.
فاتّفق بعد ذلك أَنَّ بعض قضاة دمشق عزَّر شخصًا من أصحاب ابن تَيْمِيَّة وطلب جماعةً ثمَّ أُطلِقُوا، فوقه هرجٌ في البلد. وكان الأفرم قد خرج للصيد، فقرأ في يوم الاثنين ثاني عشري رجب المذكور الشَّيخ جمالُ الدين المزّيّ فصلاً في الردّ على الجهْمِيّة من كتاب: «أفعال العباد» للبخاري، تحت [قبة] النسر فغضب بعض الفقهاء لذلك وقالوا: نحن المقصودون بهذا! - ورفعوا الأمر إِلى قاضي القضاة الشافعيّ. فطلبه ورسم عليه. فقام ابن تَيْمِيَّة وأَخْرَجَ المزيّ من الحبس بنفسه، وخرج إِلى القصر واجتمع هناك بقاضي القضاة وأثنى على المزّيّ. فغضب القاضي وأعاد المزيّ إِلى الحبس فبقِي أيّامًا. فرسم الأفرم فنودي في البلد بمنع الكلام في العقائد، ومن تكلّم فيها حلّ دمُه ومالُه ونُهبت داره وحانوتُه.
وعقد في تاسع شعبان مجلس ثالث بالقصر لابن تَيْمِيَّة، فرضي
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 504