responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس    الجزء : 1  صفحة : 332
الأَول سنة إِحدى وستين وست مئة، هاجر والده به وبإخوته إِلى الشَّام من جَوْر التتر، وعني الشَّيخ تقي الدين بالحديث، ونسخ جملةً، وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، ثمَّ أَقبل على الفقه، وقرأَ أَيامًا في العربية على ابن عبد القوي، ثمَّ فهمها، وأَخذ يتأمَّل كتاب سيبويه حتَّى فهمه، وبرع في النحو، وأَقبل على التّفسير إقبالاً كلِّيًا حتَّى سبق فيه، وأَحكم أُصول الفقه، كل هذا وهو ابن بضع عشرة سنة، فانبهر الفضلاء من فرط ذكائه وسيلان ذهنه وقوة حافظته وإدراكه، ونشأ في تصوُّن تامٍّ وعفاف وتعبُّد واقتصاد في الملبس والمأكل.
وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره، فيناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحيّرون منه، وأَفتى وله أَقل من تسع عشرة سنة، وشرع في الجمع والتأليف ومات والده وله إِحدى وعشرون سنة، وبعُدَ صيته في العالم فطبَّق ذكره الآفاق وأَخذ في تفسير الكتاب العزيز أَيام الجُمع على كرسي من حفظه فكان يورد المجلس ولا يتلعثم، وكذلك الدرس بتؤدة وصوت جَهْوري فصيح يقول في المجلس أَزيد من كراسين، ويكتب على الفتوى في الحال عدة أُوصال بخط سريع في غاية التعليق والإغلاق.
قال الشَّيخ العلامة كمال الدين بن الزَّمْلَكاني علم الشافعية من خطٍّ كَتبَه في حق ابن تَيْميَّة: كَانَ إِذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أَنَّه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم بأَن لا يعرفه أَحد مثله، وكانت الفقهاء من سائر الطوائف إِذا جالسوه استفادوا في مذاهبهم منه أشياء، قال: ولا يعرف أَنَّه ناظر أَحدًا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم سواء كَانَ من علوم الشرع أَو غيرها إِلاَّ فاق فيه أَهله، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها. انتهى كلامه.

اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست