اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 333
وكانت له خبرة تامَّة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم، ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل والصحيح والسقيم، مع حفظه لمتونه الَّذي انفرد به وهو عجيب في استحضاره واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إِلى «الكتب السِّتَّة» و «المسند» بحيث يصدق عليه أَن يقال: «كل حديث لا يعرفه ابن تَيْميَّة فليس بحديث» ولكن الإحاطة لله غير أَنَّه يغترف فيه من بحر وغيره من الأئمة يغترفون من السّواقي. وأَمّا التفسير فسلم إِليه، وله في استحضار الآيات للاستدلال قوة عجيبة، ولفرط إمامته في التفسير وعظمة إطلاعه بيَّن خطأَ كثير من أَقوال المفسرين، وكان يكتب في اليوم والليلة من التفسير، أَو من الفقه أَو من الأَصلين أَو من الرّدِّ على الفلاسفة والأَوائل نحوًا من أَربعة كراريس، قال: وما يبعد أَنّ تصانيفه إِلى الآن تبلغ خمس مئة مجلد.
وله في غير مسأَلة مصنَّف مفرد كمسألة التحليل وغيرها، وله مصنف في الرد على ابن مطهر العالم الحِلِّي في ثلاث مجلدات كبار، وتصنيف في الرد على «تأْسيس التقديس» للرازي في سبع مجلدات، وكتاب في الرد على المنطق، وكتاب في «الموافقة بين المعقول والمنقول» في مجلدين وقد جمع أَصحابه من فتاويه ست مجلدات كبار. وله باع طويل في معرفة مذاهب الصَّحابة والتابعين قلَّ أَنْ يتكلَّم في مسألة إِلاَّ ويذكر فيها مذاهب الأَربعة، وقد خالف الأربعة في مسائل معروفة، وصنف فيها واحتج لها بالكتاب والسنة.
قال القاضي المنشي شهاب الدين أَبو العَبَّاس أَحمد بن فضل الله في ترجمته: جلس الشَّيخ إِلى السلطان محمود غازان حيث تَجِم الأُسْدُ في آجامِها، وتَسقُط القلوبُ دواخلِ أجسامِها، وتجِدُ النارُ فتورًا في
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 333