responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة    الجزء : 1  صفحة : 147
أكثر؟، ومن الذين لم يختلف فيهم عمر بن عبد العزيز في المائة الأولى والشافعي في الثانية، والغزالي في الخامسة، وابن دقيق العيد في السابعة، ثم ذكر أن البلقيني يعد مجدد المائة الثامنة وفي أخريات المنظومة يترجى السيوطي أن يكون مجدد المائة التاسعة فيقول:
وهذه تاسعة المئين قد ... أتت، ولا يخلف ما الباري وعد
وقد رجوت أنني المجدّد ... فيها، ففضل الله ليس يجحد» «1»
وأيا ما كان أمر الحديث عن فكرة التجديد والبعث على رءوس المئين، فإن لها دلالة تهمنا في الحديث عن منهجه في التفكير، وتشير إشارة صريحة إلى ما أحس به الرجل بين أبناء زمانه من تفرده بالعلم وتبحره في أكثر من علم على وجه لم يتيسر لمعاصريه الذين اشتهر كل منهم بإجادة فن واحد، وهذه الدعوى عن التبحر في بعض العلوم صحيحة إلى حد كبير يثبتها ما خلف السيوطي لنا من آثار في سائر فروع المعرفة في عصره، وهذه الآثار تشهد بعلو كعبه في الفنون المختلفة التي طرقها.
ولكي نصف منهج السيوطي وصفا دقيقا نتبين منه كيفية تناوله للأشياء، ونظرته في العلوم لا بد لنا أن نتعرف على مكونات عقليته ومنابع ثقافاته المختلفة.
وقد سبق لنا أن تحدثنا عن شيوخه الذين تلقى عنهم، ولاحظنا أنهم من كبار علماء عصره، كما رأينا رحلاته وتنقلاته إلى أكسيته زيادة في الثقافة والمعرفة فضلا عن قيامه بالحج والمجاورة بمكة لمدة عام، وها نحن أولاء قد رأيناه وقد أحاط بجملة كبيرة من العلوم تبحر في بعضها وأجاد بعضا، وشارك في بعض، فأيّ هذه العلوم كانت ذات أثر أكبر في تفكيره وطبع عقليته؟، وأي هذه العلوم نستطيع من خلالها التعرف على صفات هذه العقلية وتحديد منهج صاحبها في التفكير؟.
إن الإجابة على هذا السؤال ليست بالعسيرة، فقد ذكر الرجل عن نفسه أنه

(1) نفس المصدر ص 2.
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست