responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة    الجزء : 1  صفحة : 146
وكأنه بذلك يضع مجدد المائة التاسعة عقب مجدد المائة الثامنة، ولم يفصل بينه وبين البلقيني السابق بأحد من علماء قرنه، وذلك في الفصل الذي خصصه لتراجم الأئمة المجتهدين.
ثم ينادي بعد حين بصوت قوي بأنه المتفرد بالعلم والاجتهاد على رأس قرنه فيكتب في عام 898 هـ معلنا ذلك في قوله: «فإن ثمّ من ينفخ أشداقه ويدعي مناظرتي، وينكر علي دعوى الاجتهاد، والتفرد بالعلم على رأس هذه المائة، ويزعم أنه يعارضني ويستجيش عليّ بمن لو اجتمع هو وهم في صعيد واحد ونفخت عليهم نفخة صاروا هباء منثورا» [1].
وحين ينقضي القرن وينظر السيوطي في نفسه وفيمن حوله ويرى ما بلغه من علم فإنه يصرح بعد ذلك بأنه المبعوث على رأس هذه المائة، ولكنه يمزج قوله بالرجاء والضراعة إلى الله، وقد كتب السيوطي رسالة فيمن «يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة» ترجى فيها أن يكون المبعوث على رأس المائة التاسعة لانفراده عليها بالتبحر في العلوم، ثم نظم في هذا الموضوع منظومة تسمى «تحفة المجتهدين في أسماء المجددين» [2]، وقدم لها بمقدمة نثرية صغيرة، ووضح الفكرة في قوله: «فقد ورد في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها، ومعنى التجديد إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والعمل بمقتضاها على رأس كل مائة سنة أولها من الهجرة النبوية، وهي ما يؤرخ بها في مدة المائة، وأن يكون المبعوث على رأس المائة رجلا معروفا مشهورا مشارا إليه وأن تنقضي المائة وهو مشهور حتى يشار إليه ... ولا يكون المجدد إلا عالما بالعلوم الدينية ظاهرا وباطنا، ناصرا للسنة قامعا للبدعة» [3]، ثم نظم منظومة في ثمانية وعشرين بيتا وضح فيها هذه الفكرة، وذكر أسماء المجددين السابقين وشروط من يكون مجددا، وبين أن بعض المئين قد اختلف في المجدد فيها أهو واحد أم

[1] الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف، رسالة بكتاب الحاوي ج 2 ص 167.
[2] مخطوط بدار الكتب في ورقة واحدة أي في صفحتين، في مجلد مستقل برقم 260 ح.
[3] المصدر السابق ص 1.
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست