إنَّ الملك يحيِّيك ويقول لك:
إنَّ محمَّدًا رسول الله قد خطبك لنفسه ...
وإنَّه بعث إليه كتابًا وكَّله فيه بأن يعقد له عليك ... فوكِّلي عنك من تشائين.
****
استطارت [1] أمُّ حبيبة فرحاً، وهتفت:
بشَّرك الله بالخير ... بشَّرك الله بالخير ...
وطفقت تخلع ما عليها من الحليِّ؛ فنزعت سواريها، وأعطتهما لأبرهة ...
ثمَّ ألحقتهما بخُلخالها [2] ... ثمَّ أتبعت ذلك بقُرطيها [3] وخواتيمها ...
ولو كانت تملك كنوز الدُّنيا كلَّها لأعطتها لها في تلك اللَّحظة. [1] استطارت فرحاً: كادت تطير من شدَّة الفرح. [2] الخلخال: ضربٌ من الحلي تضعه المرأة في رجلها. [3] القرط: الحلق.