وأزمعت [1] على البقاء في «الحبشة» حتَّى يأتي الله بفرج من عنده.
...
لم يطل انتظار أمِّ حبيبة كثيرًا.
فما إن انقضت عدَّتها [2] من زوجها الذي لم يعش بعد تنصُّره إلاَّ قليلًا حتَّى أتاها الفرج ...
لقد جاءها السَّعد يرفرف بأجنحته الزُّمرُّديَّة [3] الخضر فوق بيتها المخزون على غير ميعادٍ ...
ففي ذات ضحى مفضَّض السَّنا [4] طلق المحيَّا طرق عليها الباب؛ فلمَّا فتحته فوجئت «بأبرهة» وصيفة [5] النَّجاشيِّ ملك «الحبشة».
فحيَّتها بأدب وبشر، واستأذنت بالدُّخول عليها وقالت: [1] أزمعت: عزمت وقررت. [2] العدَّة: المدَّة المشروعة التي تقضيها المرأة بعد وفاة زوجها أو طلاقها منه. [3] الزمرديَّة: نسبة إلى الزمرُّد، وهو حجر كريم أخضر اللون. [4] مفضَّض السَّنا: أي سناه فضي اللون والسَّنا: الضوء. [5] وصيفة النجاشي: خادمته الخاصَّة.