فإما أن تطلَّق ...
وإما أن تتنصَّر ...
****
وجدت أمُّ حبيبة نفسها فجأةَ بين ثلاثٍ:
فإمَّا أن تستجيب لزوجها الذي جعل يُلحُّ في دعوتها إلى التَّنصُّر؛ وبذلك ترتدُّ عن دينها- والعياذ بالله- وتبوء [1] بخزي الدُّنيا وعذاب الآخرة.
وهو أمرٌ لا تفعله ولو مُشط لحمها عن عظمها بأمشاط من جديدٍ ...
وإمَّا أن تعود إلى بيت أبيها في مكَّة، وهو ما زال قلعةً للشِّرك، فتعيش فيه مقهورةً مغلوبةً على دينها.
وإما أن تبقى في بلاد «الحبشة» وحيدةً، شريدةً، لا أهل لها ولا وطن ولا مُعين.
فآثرت [2] ما فيه رضا الله عزَّ وجلَّ على ما سواه ... [1] تبوء بخزي الدنيا: ترجع بعار الدنيا. [2] آثرت: فضَّلت واختارت.