حتَّى أولادي وأهلي انفضُّوا [1] عنِّي، ولم يبق معي إلاَّ نفر قليلٌ من رجالي، وهم مهما عظم جلدهم [2] فلن يصبروا إلاَّ ساعةً أو ... ساعتين ...
ورسل بني «أميَّة» يفاوضونني على أن يعطوني ما شئت من الدُّنيا إذا ألقيت السِّلاح وبايعت عبد الملك ابن مروان، فما ترين؟.
فعلا صوتها وقالت:
الشَّأن شأنك يا عبد الله، وأنت أعلم بنفسك ...
فإن كنت تعتقد أنَّك على حقٍّ، وتدعو إلى حقٍّ، فاصبر وجالد كما صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك ...
وإن كنت إنَّما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت ...
أهلكت نفسك، وأهلكت رجالك.
قال: ولكنِّي مقتول اليوم لا محالة. [1] انفضُّوا: تفرقوا. [2] جلدهم: صبرهم واحتمالهم.