فلجأ إلى بيت الله الحرام، واحتمى هو ومن معه في حِمى الكعبة المعظَّمة ...
وقبيل مصرعه بساعات دخل على أمِّه أسماء - وكانت عجوزًا فانيةً قد كفَّ بصرها - فقال:
السَّلام عليك يا أمَّه [1] ورحمة الله وبركاته.
فقالت: وعليك السَّلام يا عبد الله ...
ما الذي أقدمك في هذه السَّاعة، والصخور التي تقذفها منجنيقات [2] الحجَّاج على جنودك في الحرم تهزُّ دور مكَّة هزًا؟!.
قال: جئت لأستشيرك.
قالت: تستشيرني!! ... في ماذا؟!.
قال: لقد خذلني النَّاس وانحازوا عنِّي رهبةً من الحجَّاج أو رغبةً بما عنده ... [1] يا أمَّه: يا أمَّاه. [2] المنجنيقات: جمع منجنيق، وهو آلة حربية كانت تقذف بها الصخور ونحوها على المعاقل والحصون.