ذلك لأنها كانت تكره أن تجعل لمشركٍ عليها يدًا [1] حتَّى لو كان جدَّها ...
****
وإذا نسي التَّاريخ لأسماء بنت أبي بكرٍ مواقفها كلَّها، فإنَّه لن ينسى لها رجاحة عقلها، وشدَّة حزمها، وقوَّة إيمانها وهي تلقى والدها عبد الله اللِّقاء الأخير.
وذلك أنَّ ابنها عبد الله بن الزُّبير بويع له بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية، ودانت له الحجاز، ومصر، والعراق، وخراسان، وأكثر بلاد الشَّام.
لكنَّ بني «أميَّة» ما لبثوا أن سيَّروا لحربه جيشاً لجباً [2] بقيادة «الحجاج بن يوسف الثَّقفيِّ» ...
فدارت بين الفريقين معارك طاحنةٌ أظهر فيها ابن الزُّبير من ضروب البطولة ما يليق بفارس كميٍّ [3] مثله.
غير أنَّ أنصاره جعلوا ينفضُّون [4] عنه شيئًا فشيئًا؛ [1] اليد: الصنيعة والمنة والمعروف. [2] جيشا لجبا: جيشا كثيفا جرارا. [3] الكمي: البطل الشجاع. [4] ينفضون عنه: يتفرقون عنه.