قالت: ذلك خيرٌ لك من أن تسلم نفسك للحجَّاج مختارًا، فيلعب برأسك غلمان بني «أميَّة».
قال:
لست أخشى القتل، وإنما أخاف أن يمثِّلوا بي.
قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء، فالشَّاة المذبوحة لا يؤلمها السَّلخ ...
فأشرقت أسارير [1] وجهه وقال:
بوركت من أمٍّ، وبوركت مناقبك [2] الجليلة؛ فأنا ما جئت إليك في هذه السَّاعة إلاَّ لأسمع منك ما سمعت، والله يعلم أنَّني ما وهنت ولا ضعفت، وهو الشَّهيد عليَّ أنَّني ما قمت بما قمت به حبًا بالدنيا وزينتها، وإنما غضباً لله أن تستباح محارمه ...
وهأنذا ماض إلى ما تحبيِّن، فإذا أنا قتلت فلا تحزني عليَّ وسلِّمي أمرك لله ... [1] أسارير وجهه: محاسن وجهه. [2] مناقبك: خلالك وخصالك وشمائلك.