حجره، فدعا بعجوةٍ من عجو المدينة ولاكها في فمه الشَّريف حتَّى ذابت، ووضعها في فم الصَّبيِّ، فجعل يتلمظها [1]، ثمَّ مسح وجهه بيده الكريمة، وسمَّاه عبد الله، فجاء من صلبة عشرةٌ من علماء الإسلام الأخيار.
****
ولقد كان من شأن أمِّ سليمٍ أنها أحبَّت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه حبًا خالط منها اللَّحم والعظم، وسكن في حبَّة القلب.
وقد بلغ من حبِّها له ما حدَّث عنه ابنها أنسٌ قال:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائماً في بيتنا ذات نهارٍ؛ وكان الحرُّ شديدًا، فأخذ العرق يتصبَّب من جبينه، فجاءت أمِّي بقارورةٍ، وجعلت تُسلت فيها العرق فاستيقظ النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام وقال:
(ما هذا الذي تصنعين يا أمَّ سليمٍ؟!). [1] يتلمظُّها: أي يتتبع بلسانه بقيتها ويمسح به شفتيه.