إنَّك لتعلم يا رب أنَّه يعجبني أن اخرج مع رسولك إذا خرج، وأن أدخل معه إذا دخل وقد منعني من ذلك ما ترى.
فقالت له أمُّ سليمٍ: يا أبا طلحة إني - والله - لا أجد من ألم المخاض بهذا المولود ما كنت أجده من قبل، فانطلق بنا ولا تتأخَّر عن صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فانطلقا حتَّى إذا بلغا المدينة وضعت حملها، فإذا هو غلامٌ، فقالت لمن حولها:
لا يرضعه أحد قبل أن تذهبوا به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فلمَّا أصبح حمله إليه أخوه أنس بن مالكٍ [1]، فلمَّا رآه النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مقبلًا قال:
(لعل أمَّ سليمٍ ولدت).
فقال: نعم يا رسول الله ... ووضع الغلام في [1] أنس بن مالك: انظره في كتاب «صور من حياة الصحابة» للمؤلف، الناشر دار الأدب الإسلامي، الطبعة المشروعة.