برصد الأسانيد التي حكم عليها الشيخ أحمد شاكر، ورتبتها ترتيبا أبجديا حسب شيوخ الطبري ثم هممت أن أضع معجما لشيوخ الطبري مع ترجمتهم ترجمة وافية إلا أنني أعرضت عن هذا الآن، لأنه لا يحسن الاكتفاء بشيوخ الطبري الذين أخرج لهم في التفسير وإغفال شيوخه في كتابه العظيم، " تاريخ الرسل والملوك "، وكتابه الآخر " تهذيب الآثار " الذي طبع منه حتى الآن خمسة أجزاء، لذلك أعرضت عنه الآن لعل الله يقيض له من هو أفضل مني، انتهى كلامه بحروفه.
وأنا لا أزعم أنني أفضل منه، بل ولا أساويه، ولا أدانيه، ولا أقاربه، فقد شد قوله - حفظه الله - من عزيمتي على العمل، والترجمة لا لشيوخ الطبري فحسب بل ولجميع رواته الذين أخرج لهم، وفي سائر كتبه المطبوعة، وها هي أولى هذه الثمار بين يديك، والتي أرجو الله تعالى أن يشرك أخانا علوي السقاف في أجر ما بذلناه من جهد، وأن لا يحرمه أجر نيته، " ونية المرء خير من عمله ".
وقد وضعت له دراسة مفصلة، بينت فيها منهج الطبري التفصيلي في هذا " التفسير " وقد نشرتها - مشكورة - مجلة " الأصالة " السلفية في عددها (الرابع والعشرين) في شهر (شوال) سنة (عشرين وأربعمائة وألف) هـ.
فأعددت عدتي، وقدمت بين يدي عملي استخارتي، وجمعت من كل أصناف كتب الرجال والجرح والتعديل؛ أفرادا مشهورة، وبحثت عن كتاب يحوي من أسماء الرجال الرواة آلافا، ونظرت في " تهذيب الكمال في أسماء الرجال " الذي ترجم لرجال الكتب الستة الأمهات في السنة، فوجدت الحافظ المزي - رحمه الله تعالى - قد أوعب واستوعب، ولم يصنف رحمه الله - فيما وصلنا - على سعة علمه واطلاعه، وغزارة حفظه وإتقانه، إلا الكتاب الموسوعة المذكور والكتاب