العظيم الآخر " تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف " والذي لا يستغني عنهما عالم بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فضلا عن طلاب العلم المبتدئين والمتقدمين على حد سواء.
وكان الأول في الجرح والتعديل، وهو الوسيلة، والثاني في أطراف الأحاديث، وهو المقصد من جهة الأول، والوسيلة من جهة أصله وهي الكتب الستة.
وقنت للنفس وللإخوة - الذين خوفوني من الانقطاع دون تحقيق المرام -:
إن كان الحافظ المزي، على سعة علمه واطلاعه لم يصنف إلا كتابين في حياته فحسبي أنا كتاب واحد!! والله المستعان، وبه الثقة، وعليه التكلان، وما كان لله يبقى ويصان، وما كان لغير الله، فللزوال والخسران، ونعوذ بالله من الخذلان.
ولأن كتب التفسير - وخاصة ما كان مبناها على السنة والأثر - وخاصة تفسر الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، لم تلق من الدارسين والمحققين، من اهتمام ودراسة، ما تستحقه، كما لقيته غيرها، من كتب الحديث والسنة، التي أشرت إلى بعضها آنفا حيث لم أجد من ترجم لرواة أسانيده - أعني " تفسير الطبري " - رغم كثرتهم وشهرتهم؛ ورغم كثرة الكتب، والنسخ، والأجزاء الحديثية، التي تضمنها الكتاب .. - نحو اثنين وثلاثين كتابًا وجزءًا حديثيًّا ورغم أن حاجة الباحثين وطلاب العلم للرجوع إلى كتب الإمام الطبري لا تقل عن حاجتهم إلى الرجوع إلى غيرها من كتب السنة والأثر؛ فالإمام الطبري ليس دون أولئك توحيدا وسنة، وليس دونهم تحصيلا وعلما، وليس دونهم تصنيفا وهمة؛ بل يكاد يكون في طليعتهم، وقلما تمض ساعة من نهار لا يرجع الباحث فيها إلى كتبه ينهل منها ويستزيد، وخاصة كتابي " التفسير " و" التاريخ، الذي كان الناس