اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 508
وقوله: {لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ} إن كان إخبارا عن المؤمنين (83 ظ) فهو سؤال بمعنى الاسترشاد، وإلاّ فهو بمعنى الإنكار [1].
{لَوْلا:} هلاّ {أَخَّرْتَنا:} على وجه الطّلب، وذلك أنّه لمّا لزمهم فرض الجهاد خافوا [2] القتل، وطلبوا التّأخير {إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ:} للتّخلّص في الحال، كما تقول [3] للمطالب: خلّني ساعة.
وفي قوله: {قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ} تزهيد [4] لهم في الدنيا، وقوله: {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً} ترغيب في الآخرة [5].
78 - {أَيْنَما تَكُونُوا:} نزلت في المنافقين الذين قالوا لإخوانهم: {لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا} [آل عمران:156] [6].
{وَلَوْ كُنْتُمْ:} تأكيد للشّرط [7]، وتقديره: أينما تكونوا ولو كنتم في بروج مشيّدة يدرككم الموت.
وواحد (البروج): برج، وهو القصر المرتفع سمّي برجا لظهوره، قيل [8]: ومنه سمّى الكواكب بروجا [9].
و (تشييد) البنيان: تكرار الفعل في رفعه وإحكامه [10].
{وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ:} إخبار عن بعض المنافقين، تشاءموا بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقالوا: نقص بقدومه غلاّتنا وغلت أسعارنا، وهو قريب من قصّة آل فرعون، {فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ،} الآية [الأعراف:131] [11]. [1] ينظر: مجمع البيان 3/ 135، والتفسير الكبير 10/ 185 و 186. [2] في ع: وخافوا، والواو مقحمة. وينظر: تفسير البغوي 1/ 453، والبحر المحيط 3/ 310. [3] في ك: يقال. [4] في ك: تهديد. وينظر: تلخيص البيان 25. [5] ينظر: تفسير الطبري 5/ 236، والتفسير الكبير 10/ 186 - 187. [6] ينظر: تفسير البغوي 1/ 453، وزاد المسير 2/ 155. [7] أي أنها بمعنى (إن)، ينظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 374، والبحر المحيط 3/ 311. وينظر في مجيء (لو) بمعنى (إن) الشرطية: رصف المباني 291، والجنى الداني 284. [8] في ك: وقيل. [9] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 263، وزاد المسير 2/ 155 - 156، وتفسير القرطبي 5/ 283 - 284. [10] ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 277، وتفسير الطبري 5/ 238. [11] ينظر: تفسير البغوي 1/ 454، والتفسير الكبير 10/ 188، وتفسير القرطبي 5/ 284.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 508