responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 503
عاجلة تؤدّي إلى العقاب [1].
{وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً:} أي: أثبت ثباتا، وهو في معنى قوله: {وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى} [القصص:60].

69 - {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ:} نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان شديد الحبّ لرسول الله، قليل الصّبر عنه، فقال: يا رسول الله إنّي أخاف أن لا ألقاك في الآخرة فإنّك ترفع إلى الرّفيق الأعلى [2]. وعن مقاتل: نزلت في عبد الله بن زيد الأنصاريّ صاحب الأذان [3]. وقيل ([4]):
نزلت في جماعة من الصّحابة. وهي على العموم في الظاهر [5].
و (الصّدّيق): فعّيل من الصّدق، وهي لأقصى غاية المبالغة في الوصف بالصّدق أو التّصديق. والصّدّيق [6] المجمع عليه أبو بكر [7].
{وَالشُّهَداءِ:} الأئمّة الذين يشهدون على قومهم، أو المقتولون في سبيل الله، وإنّما [8] سمّوا شهداء؛ لأنّهم يبعثون وأوداجهم تشخب دما يشهدون [9] الأنبياء على مخالفتهم [10]، أو لأنّهم يحضرون حظيرة القدس قبل يوم القيامة [11]. ويحتمل أنّ المراد بالشّهداء الأشهاد (82 ظ) وبالشّهيد الشّاهد. وشاهد النّبيّ وزيره ومهيمنه، وإنّما سمّي شاهدا لأنّه شهد ما يشهده النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من علم الغيب دون سائر النّاس، وإمّا من طريق المشاركة مثل هارون عليه السّلام، وإمّا من طريق المتابعة مثل السّبعين.
وإنّما قدّم النّبي لأنّ اسم النّبيّ مختصّ بالدّاعي الموحى إليه، فكان لاختصاصه أشرف.
والصّدّيق يستجمع معنى الشّهادة كلّها لصدقه، ثمّ يزيد صدقا في سائر المعاني من استواء ظاهره وباطنه، فلزيادته كان أشرف. والشّهيد أخصّ من الصّالح؛ لأنّ كلّ مسلم صالح إذا حافظ الشّريعة سواء كان من أهل المشاهدة أو لم يكن.

[1] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 247 - 248، ومجمع البيان 3/ 124، والتفسير الكبير 10/ 168.
[2] ينظر: تفسير القرآن الكريم 2/ 359 - 360، وتفسير البغوي 1/ 450، ومجمع البيان 3/ 125 - 126.
[3] ينظر: تفسير القرطبي 5/ 271، والبحر المحيط 3/ 299.
[4] ينظر: مصنف ابن أبي شيبة 6/ 324، وتفسير الطبري 5/ 225 - 226، وتفسير القرآن الكريم 2/ 360.
[5] ينظر: التفسير الكبير 10/ 170.
[6] ليس في ب.
[7] ينظر: زاد المسير 2/ 150، والتفسير الكبير 10/ 172 - 173، وتفسير القرطبي 5/ 272 و 273.
[8] في ك: وإنهم.
[9] في ك وب: وما يشهدون، بدل (دما يشهدون)، وبعدها في ب: من، و (على قومهم. . . يشهدون) ساقطة من ع.
[10] لعل الصواب: مخالفيهم.
[11] ينظر: تفسير الطبري 5/ 224، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 250، وزاد المسير 2/ 150.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 503
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست