اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 489
جزء واحد من أجزاء الغبار، وذلك ليس بجسم، فإنّ الله [1] تعالى لا يزيد في عقاب ولا يبخس من ثواب ذلك القدر، فإن كان ذلك القدر حسنة ضاعفها [2] إلى عشرة أمثالها إلى سبع مئة إلى ما شاء من فضله [3].
وإنّما وصف الأجر بالعظم؛ لأنّه لا ينقص ولا ينفد [4].
41 - {فَكَيْفَ:} في مثل هذا الموضع يقتضي تهويل الأمر، وتقديره: كيف يحتالون [5]؟ وكيف يصنعون؟ أو كيف هم؟ أو كيف حالهم؟ وحذف المستفهم عنه أبلغ في التّهديد لتذهب [6] نفس السّامع كلّ مذهب. والمراد بالتّوقيت يوم القيامة كما في قوله: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ} [7] [النّحل:89].
و (الشّهداء): الأنبياء والمرسلون وسائر الأئمّة [8]، يقولون: هذا أجاب وهذا لم يجب، وهذا أطاع وهذا لم يطع، وذلك بعد أن يثبت الله أقدامهم وينزل عليهم السّكينة ويذهب بالوجل عن قلوبهم، وأمّا في ابتداء الوهلة فيقولون: لا علم لنا، كما قال: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ،} الآية [المائدة:109]، وعميت الأنباء على المشهود عليهم أيضا فلا يتساءلون، ثمّ يوفّق الله من يشاء للجواب الصالح، ويجحد من قدر له الجحود، ثمّ ينطق أسماعهم وأبصارهم وجلودهم بفعلهم [9] فحينئذ يقولون: {شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا} [الأنعام:130].
عن ابن مسعود أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له: اقرأ، قال: أعليك [10] أقرأ يا رسول الله وعليك أنزل؟ قال: إنّي أحبّ أن أسمعه [11] من غيري، فقرأ سورة النّساء، فلمّا انتهى إلى هذه الآية دمعت عينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [12]، وفي بعض الرّوايات قال: اللهمّ هذا علمي بمن أنا بين ظهرانيهم فكيف [1] النسختان: فالله، بدل (فإن الله). [2] في الأصل وب: ضعفها، وبعدها في الأصل: عشر، بدل (عشرة). [3] ينظر: تفسير القرآن الكريم 2/ 324 - 325، وتفسير البغوي 1/ 427 - 428، وزاد المسير 2/ 125. [4] ينظر: البحر المحيط 3/ 262. [5] في ع: يختالون. وينظر في هذه التقديرات: المجيد 365 (تحقيق: د. عطية أحمد)، والبحر المحيط 3/ 262، والدر المصون 3/ 682 - 683. [6] النسختان: ليذهب. [7] في الأصل وب: على هؤلاء شهيدا، بدل (شهيدا على هؤلاء). [8] في ب: الأنبياء. [9] ساقطة من ع. [10] في ب: عليك. [11] في ب: سمعه. [12] ينظر: صحيح البخاري 4/ 1673، ومسلم 1/ 551، وسنن الترمذي 5/ 237.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 489