اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 488
{وَأَعْتَدْنا:} يقتضي مضمرا، فكأنّه قال: هم كافرون وأعتدنا للكافرين [1].
وإنّما جاز وصفهم بالكفر؛ لأنّ من اعتقد أنّ البخل حسن محمود ورضيه وأوصى به غيره فقد كذب الله ورسول الله فكان كافرا [2].
38 - {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النّاسِ:} إنّما ذكرهم لئلاّ يظنّ [3] ظانّ أنّ كلّ منفق محمود (76 أ) مأجور، فإنّ المختال الفخور ربّما [4] أنفق رياء، وذلك غير مقبول منه ولا محسوب له عند الله إذا لم يبتغ وجهه والدار الآخرة [5].
{وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ:} يقتضي مضمرا، فكأنّه [قال:] قرينهم الشّيطان ومن يكن الشّيطان [6]. وإنّما لم يصرّح به لأنّ الملفوظ به يدلّ عليه.
39 - {وَماذا [7]} عَلَيْهِمْ: إلزام محض من طريق النّظر، كقولك: هب أنّي مبطل في الإنذار [فهل عليك بأس في الحذر، وهب أنّي غير مستحقّ] فهل عليك لوم في السّخاء، كذلك الإيمان بالله واعتقاد انقضاء الدنيا واجب في العقل [8] قبل الدّعوة، ومواساة الفقراء محمود عند كلّ ذي عقل، فماذا عليهم في الإجابة لداع يدعو إلى هذه المعاني سواء كان عدوّا أو صديقا صغيرا أو كبيرا.
40 - {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ:} لا يخلف الوعد بزيادة العقاب أو نقص الثّواب، ومجازه: إنّ الله لا يظلم شيئا [9]. وإنّما ذكر ذلك؛ لأنّه أقلّ ما يثبت في القواعد المحسوسة، أو لأنّه أقلّ أجزاء [10] الجوهر لا يستتر [11] منه بعضه.
و (مثقال) الشّيء: مقداره في الوزن [12].
و (الذّرّة) من الحيوان: النّملة الصّغيرة الحمراء، وهي جسم مؤلف، والذّرّة من الجماد: [1] ينظر: البحر المحيط 3/ 258. [2] ينظر: التفسير الكبير 10/ 99. [3] في الأصل: ليظن، بدل (لئلا يظن)، وهو خطأ. [4] في ب: بما، والراء ساقطة. [5] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 197. [6] ينظر: تفسير القرآن الكريم 2/ 324، وتفسير القرطبي 5/ 194. [7] في ب: ما زاد، وهو خطأ. [8] (في العقل) ساقطة من ب. [9] ينظر: تفسير البغوي 1/ 427، وزاد المسير 2/ 126، والتفسير الكبير 10/ 101 - 102. [10] في ب: الجزاء. [11] في ع: يستثير، وفي ب: يستثبر. [12] ينظر: تفسير غريب القرآن 127، ومعاني القرآن وإعرابه 2/ 52، ومعاني القرآن الكريم 2/ 87.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 488