responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 461
سورة النّساء
مدنيّة [1]، وهي مئة وخمس وسبعون آية، حجازي [2] بسم الله الرّحمن الرّحيم

1 - {يا أَيُّهَا النّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمُ:} هذه السّورة تشتمل على أحكام كثيرة، وإنّما ابتدئت بالموعظة ليكون الكلام بعده أوقع في الأسماع، وأنجع في القلوب [3].
{خَلَقَكُمْ:} من غير تفصيل بين الشهود والغيب للإيجاز. وهو قريب من تغليب المفرد على المضاف، والمذكّر على المؤنّث، والأعمّ وجودا على الأعزّ وجودا.
{نَفْسٍ واحِدَةٍ:} نفس [4] آدم عليه السّلام، وإنّما أنّث اعتبارا باللّفظ [5].
{وَخَلَقَ مِنْها:} من تلك النّفس {زَوْجَها:} حوّاء [6]، قال ابن عبّاس والحسن وإبراهيم:
خلقت من ضلع من أضلاع آدم [7]. وفي الحديث أنّ المرأة خلقت من ضلع فإذا أردت أن تقيمها كسرتها وإن تركتها وفيها [8] عوج استعنت بها.
وروي أنّ الله ألقى النّوم على آدم وخلق حوّاء من ضلعه اليسرى، فلمّا استيقظ قيل له:
يا آدم ما هذه؟ قال: المرأة؛ لأنّها خلقت من المرء، فقيل: ما اسمها؟ قال: حوّاء؛ لأنّها خلقت من حيّ [9]، وليس من الحوّة واللّعس [10]، كما أنّ آدم ليس من الأدمة بل لأنّه من أديم الأرض [11].
وإنّما لم تخلق من مائه؛ لأنّ الماء يقتضي رحما يستقرّ فيها ولم يكن ثمّة رحم. وإنّما لم تخلق من غيره لتكون شجنة [12] منه فيكون إليها أميل وعليها أقبل، وليكون هذا الجنس بعضهم من بعض.

[1] ينظر: تفسير القرآن الكريم 2/ 242، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 97، وتفسير القرطبي 5/ 1.
[2] ينظر: مجمع البيان 3/ 5.
[3] ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 5، والتفسير الكبير 9/ 157 و 158.
[4] ساقطة من ع.
[5] ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 252، وتفسير الطبري 4/ 296 - 297، ومعاني القرآن وإعرابه 2/ 5.
[6] ينظر: تفسير الطبري 4/ 298، وتفسير القرآن الكريم 2/ 243، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 99.
[7] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 99 و 100.
[8] في الأصل: فيها، والواو ساقطة، وبعدها في ع: استغنت، بدل (استعنت)، وفي مصادر التخريج: استمتعت، ينظر: سنن الترمذي 3/ 493، ومسند أبي عوانة 3/ 142، ونيل الأوطار 6/ 357.
[9] ينظر: تفسير القرآن الكريم 2/ 243.
[10] «اللّعس: سواد اللّثة والشّفة»، «والحوّة في الشّفاه شبيهة باللّعس"، لسان العرب 6/ 207 (لعس) و 14/ 207 (حوا).
[11] ينظر: التفسير الكبير 9/ 161.
[12] «الشّجنة والشّجنة: الشّعبة من الشّيء"، لسان العرب 13/ 233 (شجن).
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 461
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست