responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 448
عليه ابن أبيّ بن سلول [1]. وعن عليّ بأخذهم الفداء يوم بدر، ولو قتلوا الأسارى لما بقيت للكفّار شوكة، وقد عاتبهم الله على أخذ الفداء يومئذ حيث قال: {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى} [الأنفال:67] [2]، وفيه بعد وغموض.

166 - {فَبِإِذْنِ اللهِ:} بمشيئته وتقديره [3]. والفاء لكونه [4] مشبها بجواب الشّرط؛ لأنّ (ما) مناسب [5] للشّرط.

167 - {الَّذِينَ نافَقُوا:} خالفوا ظاهر أمرهم، أراد ابن أبيّ بن سلول وأصحابه حين انخزلوا [6].
وإنّما سمّي المنافق منافقا تشبيها باليربوع [7]، وذلك أنّ له جحرين يقال لأحدهما القاصعاء والآخر النّافقاء، فإذا طلب من أحدهما خرج من الآخر، وقيل: اليربوع يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض أرق [8] التراب، فإذا أرابه [9] ريب رفع التّراب برأسه فخرج، و (النّفق):
السرب، ونفق الشّيء، إذا دخل في السرب، وتنفّقته إذا استخرجته [10].
{أَوِ اِدْفَعُوا:} قاتلوا دفعا عن حريمكم إن لم تقاتلوا [11] حسبة. وقيل [12]: كثّروا الجيش بخيلكم إن لم تقاتلوا؛ لأنّ تكثير الجيش يؤثّر في قلوب الأعداء. (78 و)
{لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً:} أي: لا يكون اليوم قتال ولو [13] علمنا أنّ اليوم قتال لكنّا معكم [14].
وإنّما جعلهم يومئذ إلى الكفر أقرب؛ لأنّ المراد ظاهرهم، كانوا قبل ذلك إلى الإيمان أقرب بما يظهرون من موالاة المؤمنين، فصاروا يومئذ إلى الكفر أقرب لإظهارهم العداوة والخذلان، ولو كان باطنهم مرادا لكانوا يومئذ وقبله وبعده سواء في كونهم كفّارا على الحقيقة عند الله [15].

[1] ينظر: تفسير الطبري 4/ 219 - 220، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 40، وتفسير القرطبي 4/ 265.
[2] ينظر: تفسير الطبري 4/ 221 - 222، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 40 - 41، وتفسير البغوي 1/ 369.
[3] ينظر: تفسير الطبري 4/ 222، والوجيز 1/ 242، وزاد المسير 2/ 53.
[4] في ب: لكونها.
[5] في ب: ناسب، والميم ساقطة. وينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 42، والمحرر الوجيز 1/ 538، وتفسير القرطبي 4/ 265.
[6] ينظر: تفسير الطبري 4/ 223، والكشاف 1/ 437، وزاد المسير 2/ 53.
[7] في ع: لليربوع.
[8] في ع: أراق.
[9] مكانها في ك وب: أراد به.
[10] ينظر: زاد المسير 2/ 53، ولسان العرب 10/ 358 - 359 (نفق).
[11] في ع وب: يقاتلوا، وكذا ترد قريبا، وكلاهما تصحيف. وينظر: تفسير القرآن الكريم 2/ 200، وتفسير البغوي 1/ 369، ومجمع البيان 2/ 437.
[12] ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 246، وتفسير الطبري 4/ 224، والكشاف 1/ 437.
[13] في ك: وإن.
[14] ينظر: تفسير الطبري 4/ 223، والوجيز 1/ 242، وزاد المسير 2/ 54.
[15] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 43 - 44، والكشاف 1/ 437، ومجمع البيان 2/ 438.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست