responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 447
ولا يكون بعضها أسفل إلا وبعضها أعلى، فالأعلى درجة بمقابلة الأسفل [1].

164 - {لَقَدْ مَنَّ اللهُ:} اتّصالها بما قبلها من حيث ذكر المنن في قوله: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} [آل عمران:159] [2]. ووجه المنّة ههنا أنّه لو كان من غير العرب لمنعتهم النّخوة العربيّة عن الإيمان به، ولما فهموا كلامه، ولا نالوا به شرفا ومجدا، فأرسل إليهم {رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} عرفوه وامتحنوه وسمّوه أمينا قبل دعوته ليزيدهم أسباب الإيمان. وإن أجرينا على العموم فهو من أنفسنا؛ لأنّه آدميّ مثلنا من ذرّيّة نوح تمكننا متابعته في هديه وسمته، ولا تنفر عنه طباعنا [3].
{وَإِنْ كانُوا:} ما كانوا إلا في ضلالة [4]، كقوله: {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ} [الشّعراء:186]، واللام مكان الاستثناء [5]. وقيل: المبالغة، أي: يرشدهم وإن كانوا غير راشدين، لنوع تأكيد.

165 - {أَوَلَمّا:} استفهام بمعنى الإنكار [6]. وهو داخل على الفعل العامل في (لمّا)، أعني قوله: {قُلْتُمْ،} والواو للعطف على مضمر، فكأنّه قال: أعصيتم أمر نبيّكم وقلتم [7].
{قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها:} عارض، وهو كالوصف لهذه المصيبة المذكورة [8].
والمراد ب‌ {مِثْلَيْها} ما أصابوا يوم بدر ووجه النّهار [9] من يوم أحد إلى أن صرفهم الله عنهم بما كسبوا [10].
{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ:} قال الكلبيّ [11]: هو من عند أنفسهم بتركهم المركز. وعن قتادة بخروجهم من [12] المدينة، وكان من رأيه صلّى الله عليه وسلّم أن يتحصّن بالمدينة، وبذلك عبر رؤياه، وأشار

[1] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 37، ومجمع البيان 2/ 434، وتفسير القرطبي 4/ 263.
[2] ينظر: البحر المحيط 3/ 108.
[3] ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 487، وتفسير القرآن الكريم 2/ 197 - 198، ومجمع البيان 2/ 435.
[4] في ب: ضلال.
[5] ينظر: تفسير القرطبي 4/ 264، والمجيد 238 (تحقيق: د. عطية أحمد)، والبحر المحيط 3/ 110.
[6] ينظر: المجيد 239 (تحقيق: د. عطية أحمد)، البحر المحيط 3/ 111، والدر المصون 3/ 473.
[7] ينظر: الكشاف 1/ 436، والمجيد 239 (تحقيق: د. عطية أحمد)، والبحر المحيط 3/ 111.
[8] ينظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 307.
[9] في ك: النار.
[10] ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 488، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 40، والتفسير الكبير 9/ 81.
[11] (قل هو. . . الكلبي) مكررة في ك. وينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 246، وتفسير القرآن الكريم 2/ 199، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 41.
[12] ساقطة من ع.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 447
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست