اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 129
وفي الآية دليل أنّ خلق الأرض وما فيها من الجماد مقدّم على تسوية السموات [1]. وعن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ الله خلق [2] الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والعمران والخراب، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة وآدم عليهم السّلام [3]. وأمّا قوله: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها} [عبس:30] لا ينقض هذه الآية، يجوز أنّه بسطها بعد ما كانت ربوة مجتمعة الأجزاء، مضمّنة الأشياء [4]، وقال مجاهد [5]: (بعد ذلك دحاها) أي: مع ذلك دحاها، كقوله: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ} [القلم:[13]]، {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم:[4]]. وقيل [6]: (ثمّ) لا تقتضي تأخّر خلق السماء عن خلق الأرض؛ لأنّها تقتضي التراخي في الإخبار لا في المخبر عنها كقوله: {ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَمَ} [الأعراف:[11]].
{عَلِيمٌ} [7]: عالم بخلقهنّ وغير ذلك [8]. والعلم رؤية تنفي الجهالة.
30 - {وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ:} نزلت في خزان الجنان، وهم ملائكة خلقوا من نار السّموم، وكان إبليس معهم، وكانوا يسمون [9] الجن، وهذا في رواية الضحّاك والسّدّي عن ابن عبّاس، وأحدهما يزيد على الآخر [10]. ويحتمل في شأن جميع الملائكة [11].
[التقدير:] [12] واذكر إذ قال [13]، وابتدأ خلقكم إذ قال [14].
والألف واللام في الملائكة للجنس، وعن ابن عبّاس للمعهود؛ لأنّ ذكر [15] هؤلاء كان متقدّما في الكتب المتقدّمة. [1] ينظر: تفسير الطبري 1/ 281، والقرطبي 1/ 255، وتيجان البيان 74 - 75. [2] بعدها في ك: السموات، وهي مقحمة. [3] ينظر: تاريخ الطبري 1/ 34. [4] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 1/ 126 - 127، وتفسير القرطبي 1/ 255، والنسفي 1/ 35. [5] ينظر: تفسير القرآن 1/ 162، وتفسير الطبري 30/ 58 - 59، ومجمع البيان 10/ 261. [6] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 1/ 127، ومجمع البيان 1/ 144، وتفسير البيضاوي 1/ 274. [7] مكانها في ك وع: عليه السّلام، وفي ب: عليهم السّلام. [8] ينظر: تفسير القرطبي 1/ 261. [9] في ك: يسمعون. وينظر: تفسير الخازن 1/ 34 - 35، والدر المنثور 1/ 45. [10] ينظر: تفسير الطبري 1/ 290 - 291 و 292 - 293، والبحر المحيط 1/ 289. [11] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 1/ 133، وزاد المسير 1/ 46، والتفسير الكبير 2/ 165. [12] يقتضيها السياق. [13] ينظر: تفسير القرآن الكريم 1/ 310، والوجيز 1/ 98، وتفسير البغوي 1/ 60. [14] (وابتدأ خلقكم إذ قال) ليس في ب. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 108، والنكت والعيون 1/ 85، وزاد المسير 1/ 46. [15] في ب: ذكره.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 129