responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 520
وإذا لم تتقدمها اللام فيجوز: أن نقدرَ اللام أي نقول هي وإن كانت محذوفة إلا أنها منوية فحينئذ تكون كي مصدرية ناصبة مثل: جئتك كي أستشيرك، فهنا لم تتقدم اللام على كي فلنا أن ننويها ويكون التقدير لكي أستشيرك فتعرب كما تقدم.
ويجوز أن لا ننويها فحينئذ تكون كي حرف جر ويكون المضارع بعدها منصوبا بأن مضمرة أي أنه توجد أن مستترة تقوم بنصب الفعل المضارع والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل بعدها بتأويل مصدر يكون اسما مجرور بكي.
فنقول: كي: حرف جر مبني على السكون، أستشيرَ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة والفاعل مستتر تقديره أنا والكاف مفعول به والمصدر المنسبك من أن المضمرة والفعل المضارع أستشير بتأويل مصدر مجرور بكي، والتأويل جئتك كي استشارتِكَ، أي لاستشارتكَ فإن كي هنا حرف يفيد التعليل كاللام.
فاتضح أن (أنْ) هي الحرف الوحيد من بين النواصب الذي يمكن أن ينصب المضارع مع كونها غير ظاهرة. ثم كي قد يفصل بينها وبين المضارع حرف النفي (لا) فلا يؤثر في عملها مثل: جئتكَ لكي لا تغضبَ.
قال تعالى: (لِكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ) وإعرابها: اللام: حرف جر، كي: مصدرية ناصبة، لا حرف نفي، تأسوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل، وكي وما دخلت عليه بتأويل مصدر اسم مجرور للام والتأويل لعدم أساكم على ما فاتكم، وقد جعلنا لا النافية بمعنى عدم من أجل أن يستقيم المعنى.

(شرح النص)

فصلٌ: يُرفعُ المضارعُ خاليًا من ناصبٍ وجازمٍ، نحوُ: يقومُ زيدٌ.
ويُنصبُ بلَنْ نحوُ: لَنْ نَبْرَحَ، وبكيْ المصدَرِيَّةِ نحوُ لِكَيْلَا تَأسَوْا، وبإذَنْ مُصَدَّرَةً وهوَ مُسْتَقْبَلٌ مُتَّصِلٌ أَوْ منفصِلٌ بِقَسَمٍ، نحوُ: إِذَنْ أُكْرِمَكَ، وإذَنْ واللهِ نرمِيَهُمْ بِحربٍ، وبأَنْ المصدرِيَّةِ ظاهرةً نحوُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، ما لم تُسبَقْ بعلمٍ نحوُ: عَلِمَ أنْ سيكونُ مِنكُمْ مَرْضَى، فإن سُبِقَتْ بظنٍّ فوجهانِ نحو: وحَسِبُوا أنْ لا تكونَ فتنةٌ.

.................................................. .................................................. ....................
بدأ ببيان حالات إعراب الفعل المضارع أي متى يرفع ومتى ينصب ومتى يجزم فقال: (فصلٌ: يُرفعُ المضارعُ خاليًا من ناصبٍ وجازمٍ، نحوُ: يقومُ زيدٌ) أي يرفع المضارع متى ما تجرد من ناصب أو جازم، ويكون عامل رفعه هو تجرده منهما، فإذا قلنا: لنْ أذهبَ، فالذي نصب أذهب هو لنْ، وإذا قلنا: لمْ أَذهبْ، فالذي جزمه هو لمْ، وإذا قلنا: أَذهَبُ، فما الذي رفعه ولا شيء قبله؟ الجواب: هو تجرده من النواصب والجوازم وهذا التجرد والخلو أمرٌ معنوي يعرف بالعقل، فظهر أن العوامل لفظية مثل: لنْ، ولمْ وهي الأكثر، ومعنوية مثل: عامل رفع الفعل المضارع فإنه تجرده عن الناصب والجازم. ثم بدأ بالنواصب فقال: (ويُنصبُ) المضارعُ (بلَنْ نحوُ: لَنْ نَبْرَحَ) قال تعالى: (لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ) لَنْ: حرف نصب ونفي واستقبال، نبرحَ: فعل مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن، عاكفينَ: خبر نبرح منصوب. (وبكيْ المصدَرِيَّةِ نحوُ لِكَيْلَا تَأسَوْا) قال تعالى: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) اللام: حرف جر، كي: مصدرية ناصبة، لا حرف نفي، تأسوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو فاعل، وكي وما دخلت عليه بتأويل مصدر اسم مجرور باللام والتأويل لعدم أساكم على ما فاتكم، وكي المصدرية هي: التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، وإنما تكون كذلك إذا سبقت باللام لفظا أو تقديرا، فإن لم تسبق بها لفظا أو تقديرا فهي حرف جر بمنزلة اللام، ويكون المضارع منصوبا بأنْ مضمرة (وبإذَنْ) وإنما تنصب بشروط (مُصَدَّرَةً) هذا هو الشرط الأول وهو أن تتصدر الجواب ولا يسبقها شيء (وهوَ) أي المضارع الذي يليها (مُسْتَقْبَلٌ) أي دال على الاستقبال وهذا هو الشرط الثاني (مُتَّصِلٌ) ذلك المضارع بإذن بلا فاصل (أَوْ منفصِلٌ) عنها (بِقَسَمٍ) وهذا هو الشرط الثالث والأخير وقد أشار إلى مثالي الاتصال والانفصال بقوله (نحوُ: إِذَنْ أُكْرِمَكَ) في جواب من قال لك مثلا: سأزوركَ غدا إن شاءَ الله، فالإكرام مستقبل بالنسبة لقولك
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 520
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست