اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 521
إذن أكرمَكَ، وقد وقعت إذنْ في صدرِ جوابِكَ، ولم يفصل بينها وبين الفعل (أُكرمَ) فاصل، فإن فقد شرط من الشروط المذكورة وجب رفع المضارع وتكون إذنْ مهملة (وإذَنْ واللهِ نرمِيَهُمْ بِحربٍ) هذا مثال الفصل بالقسم وهو شطر بيت منسوب لحسان بن ثابت رضي الله عنه وتمامه: تُشيبُ الطفلَ من قبلِ المشيبِ، والشاهد فيه هو أنه قد نصب الفعل نرمي بإذن مع وجود الفصل بلفظ واللهِ. (وبأَنْ المصدرِيَّةِ) وهي التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، وهي تنصب ظاهرة ملفوظة، ومقدرة غير ملفوظة ولذا قال (ظاهرةً نحوُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي) قال تعالى: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) فهنا الفعل يغفر منصوب بأن ظاهرة ملفوظة، وإنما تكون ناصبة للمضارع (ما لم تُسبَقْ بعلمٍ نحوُ: عَلِمَ أنْ سيكونُ مِنكُمْ مَرْضَى) لأنها إن سبقت بلفظ يدل على العلم كعلم وأيقن فإنها تكون مخففة من الثقيلة فقوله تعالى: علمَ أن سيكونُ مرضى، الأصل هو علم أنَّ سيكون منكم مرضى ثم خففت أن بحذف نونها المفتوحة، وإعرابها: علمَ: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله، أَنْ: مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر، واسمها ضمير مستتر أي علم أنه أي علم أن الشأن والحال هو سيكون منكم مرضى: السين: حرف استقبال مبني على الفتح، يكونُ: فعل مضارع ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره،، مِنْ: حرف جر مبني على السكون، والكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر، والميم: حرف دال على الجمع، والجار والمجرور في محل نصب خبر مقدم، مرضى: اسم يكون مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وجملة سيكون منكم مرضى خبر لأن المخففة. (فإن سُبِقَتْ بظنٍّ فوجهانِ) الرفع والنصب (نحو: وحَسِبُوا أنْ لا تكونَ فتنةٌ) قرئ بالوجهين: النصب بجعل أن مصدرية ناصبة للمضارع، والرفع بجعل أن مخففة من الثقيلة، وكلا القراءتين متواترتان، فإن لم يتقدمها ما يدل على اليقين أو الظن فتكون ناصبة كقوله تعالى: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ).