responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 479
تقول: إنَّ زيدًا كاتبٌ، وتقول: إنَّما زيدٌ كاتبٌ، إنّما: كافة ومكفوفة (الكافة هي ما لأنها كفت ومنعت إنَّ من العمل، والمكفوفة عن العمل هي إنَّ)، زيدٌ: مبتدأ مرفوع، قائمٌ خبر مرفوع، فهنا ألغي عمل إنَّ، وتقول: إنَّما يفوزُ الصادقُ، فإنما: كافة ومكفوفة، يفوزُ الصادقُ: فعل مضارع وفاعله، فدخلت على الجملة الفعلية، مع أنها كانت مختصة بالجملة الاسمية.
ويستثنى من ذلك (ليتَ) فإنها إذا اقترنت بما تبقى مختصة بالأسماء، لذلك يجوز فيها الإعمال والإهمال.
تقول: ليتَما أخاكَ حاضرٌ (بالإعمال)، وليتَما أخوكَ حاضرٌ (بالإهمال).
أما إذا اقترنت بهذه الأحرف (ما) الموصولة فلا تكفها عن العمل. مثل: إنَّ ما في القفصِ بلبلٌ أي إنَّ الذي، فإِنَّ: حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم إنَّ، في القفص: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره استقر صلة الموصول، بلبلٌ: خبر إنَّ.
قال تعالى: (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) أي إن الذي صنعوه، وما إذا كانت اسما موصولا تكتب منفصلة عن إنَّ ولكن رسم القرآن لا يقاس عليه، فإنَّ: حرف توكيد، ما: اسم موصول، صنعوا: فعل وفاعل صلة، كيدُ خبر إنَّ، ساحرٍ: مضاف إليه.

تخفيف النون

الأحرف (إنَّ، أَنَّ، كَأَنَّ، لكنَّ) تنتهي بنون مشددة وقد ورد عن العرب تخفيف النطق بها بحذف النون الثانية المفتوحة منها فتصير ساكنة ولها حينئذ تفصيل إليك بيانه:
1 - (إِنَّ) إذا خففت جاز إعمالها، وجاز إهمالها، تقول: إنْ زيدًا منطلقٌ، وإنْ زيدٌ لمنطلقٌ، فإذا أهملت وجب اقتران الخبر بلام تسمى لام التوكيد، فإنْ: مخففة من الثقيلة مهملة، زيدٌ: مبتدأ مرفوع، اللام: لام التوكيد، منطلقٌ: خبر مرفوع.
2 - (أَنَّ) إذا خففت بقيت عاملة وجوبا، ولكن يجب فيها أمور:
الأول: أن يحذف اسمها على أنه ضمير الشأن.
الثاني: أن يكون خبرها جملة لا مفردا.
الثالث: إذا كان خبرها جملة فعلية فعلها متصرفٌ، لم يقصدْ به الدعاءُ، وجب أن يفصل بينها وبين الفعل بقد، أو حرفِ تنفيسٍ، أو حرفِ نفي، أو لوْ.
تقول: علمتُ أَنْ زيدٌ كريمٌ، فهنا أنْ: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف أي أَنْهُ، أي الحال والشأن، زيدٌ: مبتدأ، كريمٌ: خبر، والجملة الاسمية خبر لـ أَنْ، فهنا الخبر جملة اسمية فلا نحتاج لفاصل يفصل بين أن والجملة.
وتقول: علمتُ أَنْ ليسَ للظلمِ بقاءٌ، فأَن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، ليس: فعل ماض ناقص، للظلم: جار ومجرور خبر مقدم لليس، بقاءٌ اسم ليس مرفوع، والجملة الفعلية خبر أَنْ، وهنا ليس فعل جامد أي لا يأتي منه المضارع والأمر فلم نحتج إلى فاصل يفصل بينه وبين أَنْ.
وتقول: أطالَ اللهُ عمرَكَ وأَنْ هيَّأَ لكَ الخيرَ، فأَنْ: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وجملة هيَّأَ لك الخيرَ خبرها، فهنا خبر أنْ جملة فعلية فعلها متصرف أي يأتي منه المضارع والأمر ولكن قصد به الدعاء فلم نحتج إلى الفاصل.
أما إذا كان الخبر جملة فعلية فعلها متصرف قصد به الدعاء فلا بد من الفاصل بين أن والجملة الفعلية.
مثال الفصل بقدْ قوله تعالى: (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا) فالأصل هو: ونعلمَ أَنَّهُ قدْ صَدَقْتَنا، ثم خففت أَنَّ فصارت أَنْ وحذف اسمها الضمير.
ومثال الفصل بحرف التنفيس وهو السين وسوف قوله تعالى: (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) فالأصل هو: عَلِمَ أَنَّهُ سيكون منكم مرضى، ثم خففت أَنَّ فصارت أَنْ وحذف اسمها الضمير.
ومثال الفصل بحرف النفي قوله تعالى: (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونُ فِتْنَةٌ) ألَّا= أَنْ + لا، والأصل: وحسبوا أَنَّه لا تكونُ فتنةٌ، وهذا على قراءة رفع تكون وهي قراءة متواترة، وأما على قراءة النصب المشهورة فأن ناصبة للمضارع وليست مخففة.
ومثال الفصل بلو قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقًا) الأصل: وأنَّهُ لو استقاموا. فأنْ مخففة من الثقيلة في الجميع، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة الفعلية في محل رفع خبر أَنْ.
3 - (كَأَنَّ) إذا خففت بقيت عاملة وجوبا ولم تهمل، نحو: كَأَنْ زيدًا أسدٌ، فكأنْ: مخففة من الثقيلة، زيدًا اسمها أسدٌ خبرها.
وصفاتها هي:
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست