responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 444
(تعليقات على النص)

بابُ الاشتغالِ: يجوزُ في نحوِ: زيدًا ضربْتُهُ، أوْ ضربْتُ أخاهُ، أو مررْتُ به، رفعُ زيدٍ بالابتداءِ فالجملةُ بعدَهُ خبرٌ، ونصبُهُ بإضمارِ: ضربْتُ، وأَهنْتُ، وجاوزْتُ واجبةَ الحذفِ، فلا موضعَ للجملةِ بعدَهُ. وَيترجَّحُ النصبُ في نحوِ: زيدًا اضربْهُ للطلبِ، ونحوُ (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) مُتَأَوَّلٌ.
وفي نحوِ: (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ) للتناسِبِ، ونحوِ (أَبَشَرًا مِنَّا واحِدًا نَتَّبِعُهُ)، وما زيدًا رأيْتُهُ، لغلَبَةِ الفعلِ. ويجبُ في نحوِ: إنْ زيدًا لَقِيتَهُ فأكرِمْهُ، وهَلَّا زيدًا أَكرمْتَهُ، لوجوبِهِ، ويجبُ الرفعُ في نحوِ: خرجتُ فإذا زيدٌ يضرِبُهُ عمرٌو، لامتناعِهِ، ويستوِيانِ في نحوِ: زيدٌ قامَ أبوهُ وعمرٌو أكرمْتُهُ، لِلتَّكافُؤِ، ول يسَ مِنْهُ: (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ)، وأزيدٌ ذُهِبَ بهِ.

......................... ......................... ......................... ......................... ...................
شرع المصنف يتحدث عن باب جديد من أبواب النحو وهو باب الاشتغال، ومناسبة ذكر هذا الباب في المرفوعات هو أن الاسم المتقدم في نحو: زيد ضربتُه، يجوز فيه الرفع على الابتداء، فناسب ذكره مع المرفوعات (بابُ الاشتغالِ) أي هذا باب الاشتغال ولم يحده المصنف ولكن ذكر بعض الأمثلة التي تعين على فهمه فقال: (يجوزُ في نحوِ: زيدًا ضربْتُهُ) من كل اسم تأخر عنه فعل مشغول عن نصب ذلك الاسم بنصب ضميره (أوْ) زيدًا (ضربْتُ أخاهُ) من كل اسم تأخر عنه فعل مشغول عن نصب ذلك الاسم بنصب اسم آخر مضاف إلى ضمير يعود على الاسم المتقدم (أو مررْتُ به) هو كالحالة الأولى أعني أن يتقدم اسم يليه فعل مشغول عن نصب ذلك الاسم بنصب ضميره، ولكن ضميره هنا قد جر بالباء، والجار والمجرور في محل نصب مفعول به، فلا فرق بين أن يتعدى الفعل المشغول بنفسه نحو: ضربته، أو يتعدى بواسطة حرف جر نحو: مررتُ به (رفعُ زيدٍ بالابتداءِ فالجملةُ بعدَهُ خبرٌ) في الأمثلة الثلاثة، (ونصبُهُ بإضمارِ) فعل موافق للفعل المذكور إما في لفظه أو في معناه (ضربْتُ) هذا هو المضمر في المثال الأول وهو: زيدًا ضرَبْتُهُ، فزيدًا مفعول به منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره ضربتُ، وضربتُهُ فعل وفاعل ومفعول به، وهذه الجملة مفسِّرة للفعل المحذوف قبل زيد ولهذا لا يكون لها محل من الإعراب؛ لأن الجملة متى ما وقعت مفسرة لا يكون لها محل (وأَهنْتُ) هذا هو المضمر في المثال الثاني وهو: زيدًا ضربْتُ أخاهُ، فزيدا مفعول به منصوب بأهنتُ المحذوف، وإنما لم نقدره من اللفظ وهو ضربتُ؛ لأنه سيكون المعنى ضربْتُ زيدًا ضربْتُ أخاهُ وهو خلاف الواقع فإنَّ زيدًا لم يضرب بل المضروب أخوه، فنحتاج إلى تقدير فعل بمعناه، والتقدير: أهنتُ زيدًا ضربتُ أخاهُ لأنك حين تضرب أخا زيد تكون قد أهنت زيدًا بحسب العرف (وجاوزْتُ) هذا هو المضمر في المثال الثالث ونقدره بمعنى الفعل المذكور لا بلفظه لأنه فعل لازم لا ينصب المفعول به بنفسه، فيكون التقدير: جاوزتُ زيدًا مررتُ بهِ، وتكون هذه الأفعال المقدرة (واجبةَ الحذفِ) لأن المذكور عوضٌ من المقدر فلا معنى لأن يجمع بينهما ويقال: ضربْتُ زيدًا ضربْتُهُ (فلا موضعَ للجملةِ بعدَهُ) لأنها تفسيرية. ثم أخذ يبين متى يتعين النصب أو الرفع أو يترجح أحدهما أو يستويان فقال: (وَيترجَّحُ النصبُ) على الرفع (في نحوِ: زيدًا اضربْهُ) أو لا تضربْه مما كان الفعل المشغول فيه ذا طلب، وإنما ترجح النصب (للطلبِ) فإن الرفع يقتضي الإخبار بالطلب عن المبتدأ وهو خلاف الأصل، بل قد منعه بعضهم (ونحوُ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما مُتَأَوَّلٌ) هذا جواب عن سؤال مقدر وهو: كيف ترجحون النصب وقد جاء القرآن بخلافه في قول الله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) فقد تقدم اسم وهو السارق وتأخر عنه فعل طلبي وهو اقطعوا مشغول عن نصب السارق بالعمل في اسم مضاف إلى ضمير ذلك الاسم وهو أيديهما، فما هو جوابكم؟ قلنا: هذا متأول على أن جملة فاقطعوا ليست هي الخبر بل الخبر محذوف تقديره: مِما يُتلى عليكم حكمُ السارق والسارقة
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست