responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 381
الدرس الخامس والثلاثون من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[25 - 11 - 2013, 01:27 م]ـ
الدرس الخامس والثلاثون

الصفة المشبهة

الصِّفة المشَبَّهَة هي: الصفة المصوغة لغير تفضيل لإفادة الثبوت لموصوفها.
فـ (حَسَنٌ) في قولكَ: زيدٌ حَسَنٌ وَجْهُهُ، صفة أفادت ثبوت الحسن لوجه زيد، ولا تفيد تفضيلا؛ لأن ما يفيد التفضيل مثل أحسن في قولك: خالدٌ أحسنُ من زيدٍ، هو اسم تفضيل وليس صفة مشبهة.
وهي تصاغ من الفعل اللازم فقط، ولها عدة أوزان مثل: فَعَل كحَسَن، وفَعِل كحَذِر، وفَعِيل كسليم، وفَعُول كغيور، وأَفْعَل كأحْمَر، وفَعْلَان كشَبْعَان، وفَعْل كضَخْم.
وهي تعمل عمل الفعل ولمعمولها ثلاثة أحوال هي:
1 - إذا كان مضافًا إلى ضمير يعود على الموصوف فهو مرفوع على أنه فاعل للصفة المشبهة، مثل: خالدٌ حَسَنٌ وجْهُهُ، فخالدٌ: مبتدأ، وحسنٌ خبره، ووجهُهُ: فاعل للصفة المشبهة.
2 - إذا كانَ مقترنًا بأل فالأفضل جره بالإضافة ويجوز نصبه على أنه شبيه بالمفعول به، مثل: خالدٌ حَسَنُ الوجْهِ، فهنا معمول الصفة المشبهة مقترن بأل فالأفضل جره، وتكون الإضافة من باب إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها، ويجوز نصبه فنقول: خالدٌ حَسَنٌ الوجهَ، فالوجهَ: شبيه بالمفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، ولم يجز أن نقول هو مفعول به؛ لأنه قد تقدم أنها تصاغ من الفعل اللازم، وهو لا ينصب مفعولا به، ولا يجوز أن نعرب الوجهَ تمييزا لأنه لا يكون إلا نكرة.
3 - إذا كان نكرة فهو منصوب على أنه تمييز ويجوز اعتباره شبيها بالمفعول به، مثل: زيدٌ حسنٌ وجهًا، فوجهًا: تمييز منصوب، وهذا هو الأرجح، ويجوز أن نعربه شبيها بالمفعول به.

الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل

الصفة المشبهة واسم الفاعل يدلان معا على معنى قائم بذات، مثل حاذِر وحَذِر والفرق بينهما هو:
أولا: اسم الفاعل يفيد الحدوث أي وقوع المعنى في وقت من الأوقات، ولا يفيد الاستمرار والثبوت مثل حاذِر يدل عل شخص اتصف بالحذر في وقت من الأوقات سواء في الماضي أم الحال أم الاستقبال.
أما الصفة المشبهة فتدل على شخص اتصف بالمعنى على وجه الثبوت والاستمرار كحذِر يدل على شخص هو هذا وصفه وطبيعته المستقرة فيه في سائر الأوقات لا أنه اتصف بالحذر في وقت من الأوقات وفي موقف من المواقف ثم زال حذره.
ثانيا: اسم الفاعل يؤخذ ويصاغ من الفعل اللازم والمتعدي نحو قائم من يقوم اللازم، وضارب من يضرب المتعدي.
وأما الصفة المشبهة فلا تصاغ إلا من الفعل اللازم.
ثالثا: اسم الفاعل يتقدم معموله عليه نحو زيدٌ كاتبٌ الدرسَ، يجوز أن تقول فيه: زيدٌ الدرسَ كاتبٌ.
وأما الصفة المشبهة فلا يتقدم معمولها المنصوب عليها نحو أنت حسنٌ وجهًا، لا يجوز أن تقول فيه: أنت وجهًا حسنٌ.
رابعا: معمول اسم الفاعل قد يكون أجنبيا وقد يكون سببيا، ونعني بالأجنبي: ما خلا من ضمير يربطه بموصوفه، وبالسببي: ما اشتمل على ضمير يربطه بموصوفه.
مثال الأجنبي: زيدٌ ضاربٌ خالدًا، فخالدًا: مفعول به منصوب باسم الفاعل وليس فيه ضمير يعود على زيد.
ومثال السببي: زيدٌ ضاربٌ أخاه، فأخاه: مفعول به منصوب باسم الفاعل، وقد اتصل به ضمير يعود على الموصوف الذي هو زيد.
وأما معمول الصفة المشبهة فلا يكون إلا سببيا، وقد يكون الضمير ملفوظا به مثل: زيدٌ حسنٌ وجْهُهُ، وقد يكون مقدرا مثل: زيدٌ حسنٌ وجهًا، أي منه.
خامسا: اسم الفاعل يؤنث بالتاء فقط تقول في جالس ومجتهد: جالسة ومجتهدة.
وأما الصفة المشبهة فتؤنث بالتاء، والألف المقصورة، والممدودة، تقول في تأنيث فَرِح، وعطشان، وأعمى: فَرِحَة، وعَطْشَى، وعمياء.
سادسا: اسم الفاعل يكون من الثلاثي على وزن فاعل دائما.
وأما الصفة المشبهة- وإن كانت من الثلاثي دائما- فتأتي على أوزان شتى.
وقد تجيء الصفة المشبهة قليلا على وزن فاعل مثل: طاهِر، تقول: زيدٌ طاهرُ القلبِ، فيدل على الثبوت.
وإذا قلت: زيدٌ طاهِرٌ ثوبُهُ الآنَ، فهو اسم فاعل، فيكون المعنى حينئذ هو الفيصل في تحديد الكلمة أهي اسم فاعل أم صفة مشبهة.

اسم التفضيل

¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست