responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 382
اسم التفضيل هو: صفة دالة على المشاركة وزيادة، تقول: صالحٌ أقوى من سالمٍ، فأقوى اسم تفضيل دل على مشاركة صالح لسالم في القوة، لكن صالحا يزيد على سالم في هذه الصفة، ويسمى سالمٌ بالمفَضَّلِ، وصالحٌ بالمفضول والمفَضَّل عليه.
ولاسم التفضيل أربع حالات وهي:
الأولى: أن يكون مجردا من أل والإضافة ويذكر بعده المفضولُ مجرورا بمِن، وفي هذه الحالة يبقى اسم التفضيل مفردا مذكرا ولو تغيّر ما قبله وما بعده.
تقول: هذا الرجلُ أفضلُ من غيرِهِ، وهذان الرجلانِ أفضلُ من غيرِهما، وهؤلاء الرجالُ أفضلُ من غيرِهم، وهذه المرأةُ أفضلُ من غيرِها، وهاتانِ المرأتان أفضلُ من غيرِهما، وهؤلاءِ النساءُ أفضلُ من غيرِهنَّ.
الثانية: أن يكون مضافا إلى نكرة، وهذه الحالة كالتي قبلها يبقى فيها اسم التفضيل مفردًا مذكرا.
تقول: هذا أفضلُ رجلٍ، وهذانِ أفضلُ رجلينِ، وهؤلاءِ أفضلُ رجالٍ، وهذه أفضلُ امرأةٍ، وهاتانِ أفضلُ امرأتينِ، وهؤلاءِ أفضلُ نساءٍ.
الثالثة: أن يكون معرفا بأل، وفي هذه الحالة يجب أن يطابق ما قبله ولا يذكر المفضَّل عليه.
تقول: زيدٌ هو الأفضلُ، والزيدانِ هما الأفضلانِ، والزيدونَ هم الأفضلونَ، وهندُ هي الفضلى، والهندانِ هما الفضليانِ، والهنداتُ هنَّ الفضلياتُ.
ولا يصح أن تقول: زيدٌ هو الأفضل من عمرو، لوجوب حذف المفضل منه إذا كان اسم التفضيل معرفا بأل.
الرابعة: أن يكون مضافا إلى معرفة، وفي هذه الحالة يجوز أن يبقى أفعل التفضيل مفردا مذكرا (كما في الحالتين الأولى والثانية) ويجوز أن يطابق ما قبله (كما في الحالة الثالثة).
تقول: هندُ أفضلُ النساءِ، أو فُضلى النساء، والزيدانِ أفضلُ الرجالُ أو أفضلا الرجالِ، والزيدونَ أفضلُ الرجالِ، أو أفاضلُ الرجالِ، والهنداتُ أفضلُ النساءِ أو فُضلياتُ النساءِ.
وورد في القرآن الكريم: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ على حَيَاةٍ) بعدم المطابقة، ولو طابق لقال: أَحرصي الناسِ، وورد: (وَكَذَلِكَ جَعَلنا في كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا) بالمطابقة ولو لم يطابق لقال: أكبرَ مجرميها.

عمل اسم التفضل

اسم التفضيل لا ينصب مفعولا به مطلقا، ويرفع فاعلا مستترا دائما، ففي قولك: خالدٌ أفضلُ من زيدٍ، خالدٌ مبتدأ، وأفضلُ خبره، وفيه ضمير مستتر تقديره هو يعود على خالد، ومن زيدٍ: جار ومجرور متعلقان بأفضل، وذلك لأنه هنا لا يقع محله فعل فلا يقال: خالدٌ يفضلُ من زيدٍ.
ولا يرفع الاسم الظاهر إلا في مسألة يصح أنْ يحلَّ فيها فعلٌ بمعناه محلَّ اسم التفضيل تعرف بمسألة الكُحْل.
وضابط هذه المسألة هو: أن يتقدَّمَ نفيٌ، بعدَه اسمُ جنسٍ، موصوفٌ باسمِ تفضيلٍ، بعدَه اسمٌ مُفَضَّلٌ على نفسِه باعتبارينِ.
مثل: ما رأيتُ رجلًا أحسنَ في عينِهِ الكحلُ منهُ في عينِ زيدٍ.
فقد تقدم النفي بما، وبعده اسم جنس رجل، وهو موصوف باسم التفضيل أحسن، وبعده اسم مفضّل على نفسه باعتبارين وهو الكحل؛ لأن الضمير في منه عائد على الكحل والمعنى هو: أن الكحل باعتبار كونه في عين زيد هو أفضل منه باعتبار كونه في عين غير زيد من الناس، فكأننا قلنا: الكحل أحسن من الكحل، ولكن باعتبارين فهو مفضل من وجهٍ وذلك إذا كان في عين زيد، ومفضَّل عليه من وجه آخر إذا كان في عين غير زيد، فلما انطبقت الشروط رفع أحسن فاعلا ظاهرا وهو الكحل؛ لصحة تقدير الفعل هنا بأن نقول: ما رأيتُ رجلًا يحسنُ في عينِهِ الكحلُ كما يحسنُ في عينِ زيدٍ.
ففي مسألة الكحل يوجد معنى كلي هو: (تفضيل شيء باعتبار وجوده في محل، على الشيء نفسه إذا وجد في محل آخر).
ومثل: ما رأيتُ رجلًا أكملَ في وجهِهِ الإشراقُ منهُ في وجهِ العابدِ الصادقِ.
فلما توفرت الشروط السابقة رفع أكمل فاعلا هو الإشراق، لصحة تقدير الفعل بأن نقول: ما رأيتُ رجلًا يكملُ في وجه الإشراقُ كما يكمل في وجهِ العابدِ الصادقِ، والمعنى هو: تفضيل الإشراق في وجه العابد الصادق على الإشراق في وجه غيره.
ومثل: ما سمعتُ ببلادٍ أكثرَ فيها الثراءُ المدفونُ منهُ في البلادِ العربيةِ، والتقدير: ما سمعتُ ببلادٍ يكثرُ فيها الثراءُ كما يكثر في البلادِ العربيةِ.
ومثل: لمْ ألقَ إنسانًا أسرعَ في يدِهِ القلمُ منه في يدِ عليٍّ، والتقدير: لم ألقَ إنسانًا يُسرعُ في يدِهِ القلمُ كما يسرعُ في يدِ عليٍّ.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست