responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 345
وأنا ذاكر لك إن شاء الله شيئًا من كلام متقدمي النحاة ممن يرجع إليهم في نقل كلام العرب وحكاية لغاتهم.

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[13 - 12 - 2013, 09:48 م]ـ
قال سيبويه في باب ما يتقدم أول الحروف-يعني ألف الوصل-: (واعلم أن الألف الموصولة فيما ذكرنا في الابتداء مكسورةٌ أبدا، إلا أن يكون الحرف الثالث مضموما فتضمها، وذلك قولك: اقتل، استضعف، احتقر، احرنجم. وذلك أنك قربت الألف من المضموم إذ لم يكن بينهما إلا ساكن فكرهوا كسرةً بعدها ضمةٌ، وأرادوا أن يكون العمل من وجه واحد.)

وقال في باب كينونتها في الأسماء: (فجميع هذه الألفات مكسورة في الابتداء وإن كان الثالث مضموما نحو: ابنمٌ وامرؤٌ، لأنها ليست ضمةً تثبت في هذا البناء على كل حال، إنما تضم في حال الرفع. فلما كان كذلك فرقوا بينها وبين الأفعال نحو: اقتل، استضعف لأن الضمة فيهن ثابتة ...)
فإن قيل: هذا دليل على أن الهمزة لا تضم من (اغزي) لأن ضمة الثالث غير ثابتة.
قلنا: مراد سيبويه بالضمة غيرِ الثابتة تلك التي تتبع ضمة الإعراب في نحو (امرُؤ) و (ابنُم)، فهذه لا اعتداد بها، وأما الضمة في نحو (اغزي)، فهي محذوفة لعلة، ومن قواعد التصريف أن المحذوف لعلة كالثابت.
قال ابن جني في الخصائص: (وكذلك قولهم: أنت تغزين، أصله تغزوين، فنقلت الكسرة من الواو إلى الزاي، فابتزتها ضمتها فصار: تغزين. إلا أن منهم من يشم الضمة إرادة للضمة المقدرة، ومنهم من يخلص الكسرة فلا يشم. ويدلك على مراعاتهم لتلك الكسرة والضمة المبتزتين عن هذين الموضعين أنهم إذا أمروا ضموا همزة الوصل وكسروها إرادة لهما؛ وذلك كقولهم: اِقضوا، اِبنوا، وقولهم: اُغزى، اُدعى. فكسرهم مع ضمة الثالث، وضمهم مع كسرته يدل على قوة مراعاتهم للأصل المغير، وأنه عندهم مراعًى معتد مقدر.)
وفي جواز الإشمام على ما فيه من ثقل دليل على قوة رعايتهم للأصل المغير، فأن يراعى ذلك في حركة الهمزة أولى وأقمن.

وقال أبو سعيد السيرافي: (وفصل سيبويه بين اغزي وتغزين وبين قيل ورد وما أشبه ذلك، فجعل الإشمام-يعني إشمام الزاي-لازما في اغزي ضمة ألف الوصل، وهي متعلقة بضمة الحرف الثاني، ومن أجل ضمته ضمت ألف الوصل، فكرهوا إبطالها أصلا والألف مضمومة)

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[13 - 12 - 2013, 10:05 م]ـ
وقال المبرِّد في المقتضب: (وهذه الألف الموصولة أصلها أن تبتدأ مكسورةً. تقول: اعلم، انطلق، فإن كان الثالث من يَفْعل مضموما ابتدئت مضمومةً. وذلك لكراهيتهم الضم بعد الكسر حتى إنه لا يوجد في الكلام إلا أن يلحق الضم إعرابا، نحو قولك: فخذٌ كما ترى، فكرهوا أن يلتقى حرف مكسور وحرفٌ مضموم لا حاجز بينهما إلا حرفٌ ساكن، وذلك قولك في ركض يركض، وعدا يعدو، وقتل يقتل إذا استأنفت: اركض برجلك، اعد يافتى، اقتل، وكذلك للمرأة تقول: اُقْتلُي لأن العلة واحدة، تقول لها: اُغزي اُعدي لأن الأصل كان أن تثبت الواو قبل الياء، ولكن الواو كانت في يعدو ساكنة، والياء التي لحقت للتأنيث ساكنة. فذهبت الواو لالتقاء الساكنين، والأصل أن تكون ثابتة، فاستؤنفت ألف الوصل مضمومةً على أصل الحرف، لأن يعدو بمنزلة يقتل.)

وقال أيضًا: (فأما ما ثالثه مضموم فإن ألف الوصل تبتدأ فيه مضمومةً، والعلة في ذلك أنه لا يوجد ضم بعد كسر. إلا أن يكون ضم إعراب؛ نحو فخذ فاعلم.
ولا يكون اسم على (فِعُل) ولا غير اسم. فلما كان الثالث مضموما، ولم يكن بينه وبين الألف إلا حرفٌ ساكن لم يكن حاجزا، واستؤنفت مضمومةً، تقول: استضعف زيد، وانطلق بعبد الله، وكذلك في الأمر. تقول: ادخل. اقعد. اركض برجلك، وللمرأة مثل ذلك: اركضي. ادخلي، وتقول: اغزي يا امرأة لأن أصل الزاي الضم وأن يكون بعدها واوٌ. ولكن الواو ذهبت لالتقاء الساكنين، وأبدلت الضمة كسرة من أجل الياء التي للتأنيث، ألا ترى أنك تقول للرجل: أنت تضرب زيدا، وللمرأة أنت تضربين. فإنما تزيد الياء والنون بعد انفصال الفعل لتمامه. وتقول للرجل: أنت تغزو، وللمرأة أنت تغزين، فتذهب الواو لالتقاء الساكنين على ما ذكرت لك.)

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[13 - 12 - 2013, 10:23 م]ـ
وقال أبو الفتح في اللمع: (وهمزة الوصل أبدا مكسورة نحو: اضرب اذهب استخرج ابن امرؤ إلا أن ينضم ثالثها ضما لازما، فتضم هي فتقول: ادخل اخرج انطلق بزيد اشتري له ثوب، وقالوا: اغزي يا امرأة فضموا لأن الأصل اغزوي)

وقال في سر الصناعة: (فإن قلت: فما بالهم قالوا للمرأة: اُغزي اُغدي، فضموا الهمزة، والثالث مكسور، فالجواب أنه إنما ضم هذا لأجل أن الأصل: اغزوي اغدوي، ثم اعتلت الواو، فحذفت ووليت الياء الزاي والدال فانكسرتا من أجلها، فإنما الضمة في الهمزة مراعاة للأصل كما تقول في الصحيح: اقتلي ادخلي اخرجي.)

وقال ابن الحاجب في الشافية: (... ألحق في الابتداء خاصة همزة وصل مكسورة، إلا فيما بعد ساكنه ضمة أصلية فإنها تضم، نحو اقتل، اغز، اغزي)
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست