نشرتُ هذا الموضوع في الملتقى القديم قبل أن أعلم بانتقالكم، فلما علمت جئتكم فرحاً ومهنئاً ومبارِكاً، فاللهم بارك لنا في منزلنا الجديد، واجعلْه عامراً بما يفيد!
تمر بي أحياناً وأنا أقرأ أسئلة في النحو تحيرني، لذلك رأيت أن أطرحها هنا ليجيبنا عنها أساتذتنا في هذا القسم ولتعم الفائدة إن شاء الله!
سأبدأ بما أذكره الآن ..
أولاً، المضارع في جواب الطلب، أعلم أنه يُجزم، وأذكر أن أستاذاً لنا أخبرنا أن الجزم واجب، ولكن استوقفتني آية كريمةٌ لم يُجزم فيها جوابُ الطلب، وهي قوله تعالى: {خذ من أموالِهم صدقةً تطهّرُهم وتزكيهم بها ...} وكذلك حديث نبوي شريف، لا أعلم إن كان في الصحيحين أم لا ولكن ما أعلمه هو أنه ورد بهذا اللفظ: {مروا أبا بكرٍ يصلي بالناس}، سؤالي: هل يجب جزمُ المضارع في جواب الطلب؟ وإذا كان الجزمُ واجباً فما القول في الآية الكريمة والحديث الشريف؟
سألت مرة أستاذاً فأجابني جواباً لم أقتنع به رغم ظني أنه لم يجانب الصواب كثيراً، وإن شئتم أوردت لكم ما أجابني به!
ثانياً، الضمير (إياك، إياكم إياكِ ..) ما أعلمه هو أنه من ضمائر النصب المنفصلة، أي لا يأتي إلا في محل نصب، ولكن كثُر استعماله في غير ذلك، كقول الكثير: استمتعنا وإياكم بهذا اللقاء ... ، فهل يجوز أن يرد في محلٍ غير النصب؟ ما يجعلني أسأل هو شيوعُ هذا الاستعمال، رغم أني لم أقرأه في القرآن الكريم إلا وهو في محل نصب: {إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعين} {وإنا أو إياكم لعلى هدىً أو في ضللٍ مبين}.
ثالثاً، في البيت المعروف:
وما حبُّ الديارِ شغفن قلبي::: ولكن حبُّ من سكن الديارَ
استوقفتني كلمة (شغفن)، لم عاد الضمير فيها إلى الديار؟ أليس الواجبُ أن يعود إلى (حُبُّ)؟
وغير هذه الأسئلة كثير، ولكن أكتفي بهذا القدر الآن!
ـ[عائشة]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 09:20 م]ـ
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته
1 - لَمْ يأتِ الفعلُ ((تُطهِّرُهُمْ)) في الآيةِ الكريمة جوابًا للطَّلبِ حتَّى يُجْزَم، وإنَّما وَقَعَتِ الجملةُ الفعليَّة صفةً لقوله تعالَى: ((صَدَقةً))، أو هي مستأنفة؛ كما ذَكَرَ ذلك العُكْبَريُّ -رحمه الله- في " تبيانه "؛ ولذا: كانَ الفِعْلُ مرفوعًا لا مجزومًا.
2 - أرى أنَّ الضَّمير المُنفصِلَ " إيَّاكم " في نحوِ قولهم: " استمتعنا وإيَّاكم بهذا اللِّقاء ": في محلِّ نصب مفعول معه.
3 - في قوله: " ومَا حُبُّ الدِّيارِ شَغَفْنَ قَلْبي ": اكتَسَبَ المُضاف " حُبُّ " التَّأنيثَ مِنَ المُضافِ إليه " الدِّيار "؛ فأُنِّثَ الفِعْلُ " شَغَفْنَ "، وذلك نحو قولهم: (قُطِعَتْ بَعْضُ أصابِعِه)، وكقراءةِ مَن قرأَ -وهي قراءةٌ شاذَّة-: ((تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ)). وشرطُ ذلك -كما ذَكَرَ العلماء-: صلاحية المُضاف للاستغناء عنه بالمُضاف إليه. والشَّاهدُ -المسؤول عنه- ذَكَرَهُ ابنُ هشامٍ في " مغنيه " عند حديثِه عن هذه المسألةِ.
والله تعالَى أعلم.
ختامًا: أقترحُ أن يُجْعَلَ كُلُّ سؤالٍ في صفحةٍ مُستقلَّة في المرَّاتِ القادمة -إن شاء الله-؛ ليسهُلَ الاهتداء إلى المسائلِ المختلفة.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:05 ص]ـ
سؤالي: هل يجب جزمُ المضارع في جواب الطلب؟ وإذا كان الجزمُ واجباً فما القول في الآية الكريمة والحديث الشريف؟
ذكر الأخ أبومالك العوضي (في ملتقى أهل الحديث) أنه يجوز الوجهان ...
ـ[عائشة]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 02:54 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.
وهذه إضافة متعلِّقة بالسؤالِ الأوَّل:
قال الزَّمخشريُّ في " المفصَّل ":
(ويُجزَمُ [الفعلُ المضارعُ] بـ " إنْ " مضمرة إذا وَقَع جوابًا لأمر، أو نهي، أو استفهام، أو تَمَنٍّ، أو عَرْضٍ؛ نحو قولك: أكرِمْني أُكْرِمْك، ولا تَفْعَلْ يَكُنْ خيرًا لك، وألا تأتيني أُحدِّثْك، وأين بيتك أزُرْك، وألا ماء أشربْه، وليته عندنا يُحدِّثْنا، وألا تنزل تُصِبْ خيرًا، وجواز إضمارها لدلالة هذه الأشياء عليها. قال الخليل: إنَّ هذه الأوائل كلّها فيها معنى " إنْ "؛ فلذلك انجزم الجوابُ. . .
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2258