أستطيع القول باطمئنان إن جزمَ المضارع في جواب الأمر ليس بواجب، لأن ثلاثةَ الأوجه تلك واسعة سعة السماء، ويدخل فيها كثير من الكلام، ولن يشق على أحد أن يجد له فيهنّ مخرجاً. وأما أنا فسأجزم جواب الأمر ما رأيت أنه خيرٌ من الرفع، وقد يكون الرفعُ أبلغَ في بعض الكلام.
كلام ابن هشامٍ في مغنيه جميل، وأجاب عن أسئلة أخرى تدور في رأسي عن تلك الآية الكريمة، فجزاكِ الله خيراً.
لا أنسى شكرَ أخي الكريم محمدٍ
جَرَنْفَش.
ـ[عائشة]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 04:10 م]ـ
أحببتُ أنْ أُنبِّهَ إلَى خَطَإٍ فيما نَقَلْتُ عنِ الزَّمخشَريِّ -سابقًا-:
(أو حالاً؛ كقوله تعالَى: {فَذَرْهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ}).
إذْ لَيْسَتِ الآيةُ كذلك؛ وإنَّما الجادَّة: {ثُمَّ ذَرْهُمْ في خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام: 110]-كما وَرَدَتْ في " شرح المفصَّل " لابن يعيش (7/ 51) -.
وقد نَقَلْتُ ذلك النَّصَّ عن الزَّمخشريِّ من " شرح المفصَّل " لابن يعيش (7/ 50)، ولَمْ أتنبَّهْ إلَى هذا الخطإِ إلاَّ السَّاعةَ! وحينَ رَجَعْتُ إلَى فهارسِ شرح المفصَّل؛ وجدتُّ تصويباتٍ في نقل الآيات الكريمات؛ ومنها هذه الآية، وقد صُوِّبَ: (فَذَرْهُمْ) إلَى: (ويَذَرُهُمْ) -وهي من سورةِ الأعراف (الآية: 186)، وليس فيها شاهد! -. ولذا: أرَى أنَّ الصَّوابَ هو ما ذَكَره ابنُ يعيش. ولستُ أدري: أكانَ استشهادُ الزَّمخشريِّ بهذه الآيةِ سَهْوًا منه، أم خطأً من النُّسَّاخِ، أم خطأً في الطِّباعةِ. ولستُ أملكُ نسخةً من " المفصَّل " -أو شُروحًا له غير شرح ابن يعيش- لأُراجِعَ هذا الموضعَ.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2259