responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1916
قال الشيخُ: وحينئذٍ ماذا نصنعُ؟ أجاب المكوديُّ بجوابٍ فاسدٍ أُورِدَ عليه أقبحُ مما أورِدَ على ابنِ مالكٍ – رحمهما الله – قال: إن قولَه (اسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ) من إطلاقِ المفردِ وإرادةِ الجمعِ، أي (الكلمُ) أسماءٌ وأفعالٌ وحروفٌ، قال الشيخُ: وهذا فاسدٌ، لأنّ (الواوَ) إن كانت على بابِها فحينئذٍ أقلُّ الجمعِ في الأسماءِ ثلاثةٌ، وأقلُّ الجمعِ في الأفعالِ ثلاثةٌ، وأقلُّ الجمعِ في الحروفِ ثلاثةٌ، فهذه تسعةٌ، وعليه: فلا يصدقُ أنه كَلِمٌ إلا إن كان مؤلفاً من تسعِ كلماتٍ، وهذا باطلٌ، وإن كانت (الواوُ) بمعنى (أو) فيلزمُ عليه أن الكَلِمَ إما أسماءٌ فقطْ، أو أفعالٌ فقطْ، حروفٌ فقطْ، فإن وُجِدَ ما فيه اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ كقوله ((قد أفلحَ المؤمنونَ)) فهذا لا يُسمَّى كلاماً، وهذا فاسدٌ.
قال الشيخُ: إذاً القولُ بأن (الكَلِمَ) مبتدأٌ مرادٌ به الكلمُ، الاصطلاحيُّ، و (اسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ) خبرٌ مقدمٌ لا يصحّ ألبتةَ.
الإعرابُ الثاني: إعرابُ ابنِ هشامٍ – رحمه الله – فقد ساهمَ في دفعِ الإشكالِ ورفعِه، بتوجيه إعرابٍ آخرَ له وجهُه، وهو مسلّمٌ صحيحٌ في نفسِه إلا أنه بعيدٌ عن عبارةِ المصنفِ – رحمه الله – فقال (الكَلِمُ) مبتدأٌ أولٌ (واحدُه) مبتدأٌ ثانٍ (كلمةٌ) خبرُ المبتدأِ الثاني، والمبتدأُ الثاني وخبرُه خبرُ المبتدأِ الأولِ، فالمعنى: الكلمُ واحدُه كلمةٌ، وهي اسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ، فجعلَ (اسمٌ) خبراً لمبتدأٍ محذوفٍ، تقديرُه: هي أي الكلمةُ، فقوله (اسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ) جملةٌ مستقلةٌ.
قال الشيخُ: فاستطاعَ بهذا الإعرابِ أن يجعلَ الاسمَ والفعلَ والحرفَ أقساماً للكلمةِ، فيكونُ من بابِ تقسيمِ الكليِّ إلى جزئياتِه، لأنه يصحُّ جعلُ القِسْمِ (الاسمِ والفعلِ والحرفِ) مبتدأً للمقسومِ (الكلمةِ) فتقولُ: الاسمُ كلمةٌ، والفعلُ كلمةٌ، والحرفُ كلمةٌ.
قال الناظمُ: إنْ صحَّ إخبارٌ بمُقْسَمٍ فذا ... تقسيمُ كليٍّ لجزئيٍّ خُذا
أو لم يصحّ فهْو كلٌ قد قُسِمْ ... بغيرِ ياءٍ أي لأجزا قد عُلِمْ
قال الشيخُ: وهذا الجوابُ ظاهرٌ في نفسِه، لكنّه بعيدٌ عن كلامِ الناظمِ – رحمه الله.
القولُ الثاني: قال الشيخُ: وهو الصوابُ، أن (الكلمَ) مبتدأٌ، خبرُه ما قبله، وأنه ليس المرادُ به معناه الاصطلاحيُّ، بل اللُّغويُّ، فالمرادُ به الكلماتُ فـ (الكلمُ) اسمُ جنسٍ جمعيٍ، فالمرادُ الكلماتُ أي: أشخاصُها، فإنها وإن كثُرت لا تخرجُ عن هذه الثلاثةِ، أي: الكلمُ الذي يتألفُ منه الكلامُ ينقسمُ باعتبارِ واحدِه إلى ثلاثةِ أنواعٍ: نوعُ الاسمِ، ونوعُ الفعلِ، ونوعُ الحرفِ، فهو من تقسيمِ الكليِّ إلى جزئياتِه، فالمرادُ من الكلمِ الكلماتُ، أي: النوعُ الجنسيُّ للكلمةِ، لا المعنى المصطلحِ عليه، لأن لمعنى الجنسيَّ هو الذي يصحّ الحكمُ بالاسمِ والفعلِ والحرفِ عليه، ولقوله (واحدُه كلمةٌ) فهذا دليلٌ على أنه أرادَ بالكلمَ المعنى اللُّغويَّ لا الاصطلاحيَّ، لأنّ الكلمَ المصطلحَ عليه يتألفُ من أجزاءٍ، فلو كان مرادُه الكلمَ الاصطلاحيَّ لقال (وجزؤه كلمةٌ) لأنّ ((قد أفلحَ المؤمنونَ) قد: جزءٌ، وأفلحَ: جزءٌ، والمؤمنون: جزءٌ، ولأن المقامَ يقتضي بيانَ أقسامِ الكلمةِ، وجرت عادةُ النحاةِ – في هذا المقامِ – أنهم يقسِّمونَ الكلمةَ، ولا يقسِّمونَ الكلمَ المصطلحَ عليه، لأنّ البابَ معقودٌ للكلامِ وما يتألفُ منه، وهي الكلمُ الثلاثُ الذي هو أقسامُ الكلمةِ، ولهذا قال (الكلامُ وما يتألفُ منه) أي: الأشياءُ التي يتألفُ الكلامُ منها، وهذا المرادُ به: الاسمُ والفعلُ والحرفُ، فدلّ على أنّ مرادَه هنا بيانُ الكلامِ لا الكلمَ، وحَشْرُ الكلمِ المصطلحِ عليه من بابِ الاجتهادِ والنظرِ.
- ويستفادُ من تقديمِ الناظمِ للخبرِ الحصرُ رداً على من زادَ رابعاً وسمّاه (خالفةً) وهو اسمُ الفعلِ.
- وقوله (ال) في (الكلمِ) تكونُ للعهدِ، لأنه قال في الترجمةِ (وما يتألفُ منه) ثم قال (الكلمُ) يعني المعهودَ، وهو ما صدقَ عليه لفظُ (ما) وهو الأشياءُ التي يتألفُ منها الكلامُ، فيصيرُ التقديرُ: الكلماتُ الثلاثُ التي يتألفُ منها الكلامُ: اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1916
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست