اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1587
ـ[أبو محمد اليماني]ــــــــ[29 - 04 - 2010, 12:11 ص]ـ
من المعلوم أن اتصل على وزن افتعل وهذا الوزن له ثمانية معان
منها وهو الأقرب هنا أن يدل على فعل الفاعل بنفسه نحو ادهن واكتحل أي فعل بنفسه الكحل وفعل بنفسه الدهن
وهنا اتصل فعل بنفسه الاتصال وتقول اكتحل بالكحل وادهن بالدهن فتعديه بالباء
وكذلك اتصل تعديه بالباء فتقول اتصل زيد بعمرو
ومنه قول ابن الرومي:
وأجبت من قال اتصل بوصيلة ***** حسبي بسؤدد من مدحت وصيلا
وبقي هنا سؤالان:
الأول: إذا أردت أن تعديه إلى مفعول ثان هل تعديه بالباء أم بعلى فتقول اتصلت بالهاتف على عمرو؟
والثاني هل يصح أن تنوب (على) هنا مكان الباء كما قال بن بونا بعد قول ابن مالك
بالبا استعن وعد عوض ألصق **** ومثل مع ومن وعن بها انطق
وكعلى إلى انطقن بها اقسم **** وزائدا من قبل مفعول نمي
فتأتي على مكان الباء كقوله تعالى (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار) أي على قنطار
كما أن الباء تنوب على كقوله تعالى (حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق)؟
فحينئذ يصح اتصلت به واتصلت عليه؟
وبقي سؤال أخير وهو:
هل الباء في اتصلت للملاصقة أم لمجرد التعدية لأن الملاصقة تفهم من معنى الفعل وصيغته فلماذا نجعل الباء للملاصقة؟
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[29 - 04 - 2010, 01:25 م]ـ
تناوبُ حروفِ الجرِّ، وأنََّ هذا الحرفَ يقعُ مكانَ ذاك، وذاكَ يقعُ مكانَ هذا من أوهامِ النحاةِ. وكلامُ العربِ أجلُّ من أن يقعَ فيه مثلُ هذا العبثِ الذي لا معنَى له. وخذ مثلاً المثالَ المذكورَ هنا. وهو قوله تعالَى: ((من إن تأمنه بقنطار))، فقد زعمُوا أنَّ الباء فيه نائبة منابَ (علَى). وهذا متفرِّعٌ عن أمرين، أحدُهما ظنُّهم أنَّ لكلِّ فعلٍ حرفًا يتعدَّى به. فإذا وجدوه متعدِّيًا بغيرِه، ادَّعوا أنَّ هذا على سبيلِ النيابة. وأيُّ فائدةٍ في إنابةِ حرفٍ مكانَ حرفٍ؟ أتراهم سئموا الحرفَ الأولَ، وضجِروا من طولِ تَرداده، فالتمسُوا غيرَه؟ والآخَر أنَّهم حينَ قضَوا بهذا لم يلتفتوا إلى حقيقةِ الوضعِ، وأنَّ الأصلَ أن يكونَ لكلِّ لفظٍ معنًى واحدٌ، ثم يقع التطوُّر بعدُ. وهذا التطوُّر إن وقعَ فلا بُدَّ له من علاقةٍ. فلذلك قد يجوز أن يقع الحرف مكانَ الحرفِ إذا كان على سبيلِ الاستعارةِ، كوقوع (في) موقِع (على) في قوله تعالى: ((ولأصلبنكم في جذوع النخل)). وهذا أمرٌ شائعٌ في جميعِ الكلِم في العربيَّة، كوقوع (الأسد) موقِعَ (الشجاع). وهو في حروفِ الجرِّ قليلٌ محصورٌ.
ونرجع إلى الآيةِ المتقدِّمة، فنقول: إنَّ الباءَ باقيةٌ على أصلها في الدلالة على الإلصاقِ. والإلصاقُ قريبٌ من الظرفيَّة. فلهذا زعمَ بعضهم أنَّ الباء تكونُ للظرفيَّة في نحو قوله تعالى: ((نجيناهم بسحر)). وليس الأمر كذلك. بل هي هنا باقيةٌ على أصلها في الدلالة على الإلصاق. ومنشأ هذا التقارب بين المعنيين أنَّ كلَّ ما دلَّ على الظرفيَّة دلَّ على الإلصاقِ، لأنَّ الشيءَ إذا كانَ في شيءٍ، وكان هذا الشيءُ مشتمِلاً عليه، محتويًا له، لزِمَ أن يكونَ ملتصِقًا به. فمن هذه الجهةِ وقعَ الوهم.
ما شاء الله تبارك الرحمن
أين كان هذا الملتقى عني؟
والله قد اغرقتموني في بحر علمكم الواسع والعميق
زادكم الله من علمه ورزقني لو ذرة منه
اعتذر عن الركاكة في التعبير،لكني أطمح لأن أكون من أحسن المتحدثين بهذه اللغة الجميلة
دمتم في حفظ الرحمنوردة1
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1587