اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 155
>>فنسبة ابن مالك ما يرويه إلى رجل مِن طيئّ إن كانت توهم عند مَن توهّم وضعه لها وأنّه نفسه المعنيّ بالطائيّ؛ فكذلك قد تدلّ على شدّة عنايته بجمع شعر قبيلته، وهو مَن هو في الاطّلاع وطول الباع في جمع ما ندَر وما قصّر فيه إدراكُ مَن عنه قصُر، ويُقوّيه ـ أيضًا ـ ما قد ورد آنفًا مِن أنّ ممّا أورد نُسب ممّن قبله إلى رجل مِن طيّئ غيره.
*وأحسب أنّ الموضعينِ الأوّلينِ ممّا زُعم أنّهما أدلّة قد وهِنا بشدّة بما ورد هنا وسابقًا فيما جاءت فيه الحيدة، وهما ـ ممّا يظهر ـ أهمّ ما يتمسّك به المتّهمون.
.
.
وإلى موضع تالٍ ـ بإذن الله تعالى ـ. >>
ـ[أبو عبد الملك الرويس]ــــــــ[23 - 06 - 2014, 09:03 ص]ـ
باسم الله. والحمد لله.
.
.
ونأتي هنا إلى دليل هؤلاء المُتهِّمين الثالث وهو الذوق (!؟)، وياله مِن دليل عند البدريّ ومَن تبعه!؛ فكأنّ لسان حالهم يرى فيه ما مِنه قد يستفاد طريق تحصيل علم جديد بأقلّ جهد ويُفيد؛ فلعلّ محتسبًا أن يدلّ الطلاب عليه؛ ليستريحوا به من عناء الاستذكار وسهر الليالي. هذا الذوق الذي كاد لسان مقالهم أن يقول فيه:
3 - الأبيات كلها يظهر عليها الوضع في نظمها، فنظمها لا يشبه نظم المتقدمين، ولا يشبه نظم الشعراء، فهي لرجل من العلماء المتأخرين، ليست لأحد من المتقدمين ولا لأحد من الشعراء المتقدمين أو المتأخرين، وهذا الدليل خاص بالذي يدري ما الشعر.
ولم يدرِ ما الشعرُ إلا هذا البدريّ، وبالذوق وحده!؟ فليت شعري، ما هذا الذوق، ومَن هذا البدريّ ليدري ما لم يدره أبو حيّان ومَن جاء بعده مِن علماء وأدباء وشعراء إلى عصره؟!
*وهنا هل يقدر أحد بيقين لا ريب فيه يُقسم عليه بالخالق أمام الخلق لتيقّنه منه أن يحدّد به هذا العالم المتأخّر الواضع لهذه الأبيات سواء أكان ابن مالك، أم سواه؟!
*وهنا أليس حينما طبّق البدريّ ذوقه هذا على أبيات ابن مالك قاده إلى الحكم القطعيّ على هذا البيت بأنّه مِن وضعه عينه:
حيثما تستقم يقدّر لك (الله) نجاحًا في غابر الأزمانِ
ليتّضح فيما بعد بالبحث العلميّ والنظر الموضوعيّ لا الذوق الحدسيّ بضاعة البدريّ أنّه مرويّ قبله في كتاب: (الكامل) للمبرّد (ت: 286هـ)، وأنّه غير منسوب فيه إلى أحدٍ؛ فعلامَ يدلّ هذا؟!
>>وهلّا تكرّم أهلُ هذا الذوق بتطبيقه على البيت مرّة أخرى، فيتذوّقوه مرّة أخرى؛ ليُعلم بذوقهم هذا ـ إن أفاد هذه المرّة لا خاب كالمرّة السابقة ـ مَن قائله، أو مَن واضعه؛ آلمبرّد، أم مَن سبقه؟!
*وللعلم؛ فإنّ شيوخ البدريّ ومَن تبعه في هذا الذوق الحدسيّ هم المستشرقون؛ فقد ردّوا بذوقهم في الشعر العربيّ ـ ولا أدري ما قدر ذوقهم هذا فيه إن كان فيه ـ الشعرَ الجاهليّ بأكمله، وتبعهم في ذوقهم وردّهم هذا مَن لا يعلم إلا ما علموا، ولا يقول إلا بما رضوا!
>>فليت شعري، ما مآلُ العلم وأهله إن طبّق كلُّ ذي ذوق ذوقَه عليه وفيه وأهله!
* فما يقول هنا بعد ما ظهرَ واتّضح كلُّ مَن توهّم في الذوق كالبدريّ بأنّه يهدي الأنام إلى العلم اليقين، وبه لذا تُقام عليهم الموازين؛ فيحكم به على المسلمين هذا بالتدليس، وذاك بالوضع المشين ... إلخ؟
هذا. والله الجليل الهادي إلى سواء السبيل.
ويُتبع ـ بإذنه تعالى ـ. >>
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[23 - 06 - 2014, 04:27 م]ـ
إن كان أحد من القراء أنكر شيئا في كلامي أو قدَّر أنني أخطأتُ فيه أو لم يتضح له مرادي به فليخبرني، فإني والله تركتُ كثيرا من التفصيل والتوضيح اختصارا واعتمادا على فطنة القارئ.
وإن لم يكن إلا هذا المحاور المغاور فإني أصون عقلي عن مناظرته، ولو شئتُ -والله- لدمدمتُ عليه في زعمه الكاذب أن الأبيات التي لم يعرف أحد قائلها في كتاب سيبويه أكثر من مئتي بيت، لكني أصون عقلي ووقتي عن مراجعة هذا الرجل.
ـ[أبو عبد الملك الرويس]ــــــــ[23 - 06 - 2014, 05:13 م]ـ
باسم الله. والحمد لله.
.
.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 155