اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 154
سيبويه عالم قديم أدرك زمن الرواية والأعراب، وزمن الأئمة من أكابر العلماء والرواة، فلا يضره أن يتفرد بأبيات قليلة كما تفرد غيره من الأئمة بأبيات قليلة، فإنك تجد الأصمعي يتفرد بأشياء، ومثله أبو عبيدة وابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني والفراء والكسائي وغيرهم.
وليس غريبا أن يتفرد أحد منهم بشيء من العلم والشعر، بل الغريب أن لا ينفرد أحد منهم بشيء، فيكون ما يعرفه كل واحد منهم يشبه ما يعرفه صاحبه، لا يختلف عنه في شيء، فهذا هو العجيب بل المستحيل، لأن كل واحد منهم كان يلقى من الأعراب أناسا ما لقيهم أصحابه، فيروي كل واحد عمن يلقاه، وينفرد كل واحد منهم بأشياء ليست عند صاحبه،
أفحرام على ابن مالك الانفراد، وهو مَن هو في العلم وجمع اللغة ونوادرها بشهادة علماء عصره ومحقّقيه ونقّاده، حلال لمَن سواه، بل هو منقبة فيه محمدة له، وكلّ هذا مِن أجل نصرة رأي شاذّ القصد منه تهمة ابن مالك بالوضع والكذب؟!
>>فمَن جعل هذا الترك مِن ابن مالك، والعجز عن النسبة مِن غيره تهمةً لابن مالك نفسه في وضع الأبيات؛ فيلزمه أن يتّهم بها أبا بشر ـ كذلك ـ سواء أكان الوضع منه أو مِن شيوخه كالخليل، وإلا فلا؛ إذ الحال كالحال، ولا ينازِع في ذلك!
*فما قول هذا المحاور (!) في القبول بهذا القول؟
>>وننتظر الجواب!
* ومالي أراك حدتَ عن الجواب إلى السباب، وإلى نقل ما قلتَ أنت دون ما قيل لك، وإن كان ما قلتَ تَكرارًا واجترارًا، وإلى رمي الناس بالجهل لأنّهم قالوا ما تجهل، وأنت تظنّ أنّ ما عندك نهاية العلم وكمال العقل!
>> وهذا مِن عجلتك ـ على عادتك ـ التي كشفت اليوم جهلَك، وأنت لا تدري؛ فدعوى أنّ ما لم ينسب في كتاب سيبويه من أبيات خمسون بيتًا ليس غيرُ غلط قد قُلّد، وأنت مِن هذا المقلِّد؛ كما قلّدتَ البدريّ فيما زعم واتّهم!
>>فهلّا استقللتَ برأي، ورأي فيه نفع مبنيّ على الدليل الثبت لا الظنّ مِمّا تقول: (يحتمل، وقد يكون)!
* بل هي خمسون مضروبة في أربعة. وإن كنتَ لا تعلم؛ فاعلم، ولتعلم ـ يا هذا ـ أنّ مَن علم حجّة على مَن لم يعلم؛ ابنَ مالك وغيره!
* وعلى كلّ؛ فهذه حيدة عليك تُعدّ .. ومَعلوم أنّ مَن حاد فقد حار في الجواب!
.
.
>>وإلى موضع آخر ـ بإذن الله، ومِنه أستمدّ العون والصواب ـ ..
ـ[أبو عبد الملك الرويس]ــــــــ[23 - 06 - 2014, 07:00 ص]ـ
باسم الله. والحمد لله.
.
.
2 - الأبيات كلها لم تُنسب إلى قائل، مع أننا رأينا ابن مالك ينسب كثيرا من الأبيات المشهورة إلى قائليها، ثم يترك نسبة هذه وهو يعلم أنها مجهولة عند أهل زمانه، وما نُسب من هذه الأبيات نُسب إلى رجل من طيئ (1) وهو ابن مالك، ولم يُنسَب شيء منها إلى أحد من قبيلة أخرى (2).
الموضع الملوّن بالأحمر الأوّل قد رُدّ عليه فيما سبق، وما لوّن بالبنيّ؛ فهي مِن دعاوى هذا مبنيّة على ظنونه فهو مَن يلزمه إثباتها، وإن عرجتُ هنا على بعضها.
*ونعرج على ما لوّن بالأحمر بعد وما تعلّق به ـ والله الموفّق ـ:
1 - ممّا اتّهم ابن مالك بوضعه مِن المتّهمين البدريّ ومَن تبعه قد ورد في هذا الموضوع وممّن اتّهمه أنّه مذكور في أحد كتب أبي العلاء المعرّيّ (ت: 449هـ)، وقد نسبه أبو العلاء إلى الطائيّ أبي زُبيد النصرانيّ!
>>وبهذا يتّضح أنّ فيما اتّهم ابنُ مالك بوضعه ما هو منسوب مِن غيره إلى رجل مِن طيّئ غيرِه؛ لتوهن بهذا شبهة أنّ المقصود بالطائيّ فيما نسبه ابن مالك هو نفسه، ويبقى مَن يتمسّك بها متمسّكًا بما يشبه القشّ!
2 - معلوم أنّ ابن مالك طائيّ؛ فلا غرو ـ إذن ـ أن يعتني بجمع شعر شعراء قبيلته، فمثله مثل غيره مِن العرب الذين عُرف عنهم عنايتهم بأشعار قبائلهم وتأريخها وأنسابها إلى يومنا هذا؛ فلقد وجدتُ مِن الدارسين مَن جعل رسالتيه: الماجستير والدكتوراه في جمع ودراسة شعر شعراء فخذه مِن قبيلته لا قبيلته أجمع.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 154