اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 147
ألأنّني لم أقبل بمزاعمك التي إلى الآن أنت عاجز عن الإتيان بدليل واحد عليها أصبحتُ في معتقدك شديد العناد والاستكبار؛ أفما عندك وحدك إلا الحقّ وما عند سواك إلا الباطل ـ كما تعتقد ـ؟!
فهوّن على نفسك وهدئ من غضبك، وهاتِ واحدًا ليس غير مِن هذه الأدلّة التي بالعشرات ـ كما زعمتَ ـ هنا في هذا الموضوع؛ حتّى لا يقال إنّك قد عجزتَ عن الجواب؛ فذهبتَ إلى السباب!
ولأقرّبه عليك، أعيده عليك:
وتيسيرًا عليك؛ اذكر دليلاً واحدًا تراه أقوى أدلّة يقينك!
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[20 - 06 - 2014, 01:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
سأسرد جملة من ما يحضرني من الأدلة من غير تفصيل ليعذرَني من قرأ كلامي السابق ويعلم أنني ما وصفت القوم بالعناد إلا بعد تيقني من ذلك، فكيف تُري الإنسان هذه الأدلة الكثيرة وتشرحها له زمنا طويلا ثم يقول لك: أرني دليلا واحدا، لو أنه نقضها دليلا دليلا لقبلنا ذلك، أما أن يقول بعد هذا الكلام كله: أرني دليلا واحدا، فهذا شيء عجاب، ورجل آخر يشار إليه بالبنان في علم النحو يقول: كل ما ذُكر لا يرقى إلى أن يكون قرائن بله أن يكون أدلة! فواحزني أن يكون أهل العلم على هذه الصورة.
وهذه الأشياء التي سأذكرها قد لا يكفي الواحد منها لإثبات الوضع على ابن مالك لكن مجموعها يدل دلالة يقينية قاطعة على أنه هو واضعها إلا عند من رفع عنه القلم.
1 - الأبيات كلها لم تَرِد في شيء من الكتب قبل ابن مالك، لا في كتب النحو ولا في غيرها، ومن زعم خلاف هذا فعليه بالدليل.
2 - الأبيات كلها لم تُنسب إلى قائل، مع أننا رأينا ابن مالك ينسب كثيرا من الأبيات المشهورة إلى قائليها، ثم يترك نسبة هذه وهو يعلم أنها مجهولة عند أهل زمانه، وما نُسب من هذه الأبيات نُسب إلى رجل من طيئ وهو ابن مالك، ولم يُنسَب شيء منها إلى أحد من قبيلة أخرى.
3 - الأبيات كلها يظهر عليها الوضع في نظمها، فنظمها لا يشبه نظم المتقدمين، ولا يشبه نظم الشعراء، فهي لرجل من العلماء المتأخرين، ليست لأحد من المتقدمين ولا لأحد من الشعراء المتقدمين أو المتأخرين، وهذا الدليل خاص بالذي يدري ما الشعر.
4 - الأبيات متشابهة في نظمها وفيها نفَس رجل واحد، بغض النظر هنا عن ظهور سيما الوضع عليها، وإنما الكلام عن التشابه الذي بينها، وهذا أيضا خاص بمن كان له سجية صالحة.
5 - الأبيات متشابهة في ألفاظها المفردة، وقد تتبع الأستاذ فيصل المنصور شيئا كثيرا من هذا، فمن أرادها فليرجع إلى الكتاب، والكلام هنا عن الألفاظ نفسها لا عن نظمها وتأليفها.
6 - التشابه في الألفاظ المركبة، وهذا شيء غير تشابه النظم وغير تكرر الألفاظ المفردة، وإنما هو تكرر ألفاظ مركبة بالإضافة أو غيرها، كقوله:
من يُعن بالحمد لم ينطق بما سفه * ولا يحد عن سبيل الحلم والكرم
وقوله:
دمت الحميد فما تنفك منتصرا * على العدا في سبيل المجد والكرم
فانظر إلى التشابه في ما تحته خط، وقد عده الأستاذ فيصل المنصور من أقوى الأدلة، وهو كذلك، وذكر له أمثلة كثيرة.
7 - ورود ألفاظ مولدة في الأبيات كالتعيين والتعميم وغيرها، راجع كتاب الأستاذ فيصل.
8 - تكرار الألفاظ الخاملة، وهي التي لا تكاد توجد في الشعر القديم إلا قليلة متفرقة، مثل: ألغى وعُني والاعتزاز.
9 - تساوق الألفاظ بين أبيات ابن مالك، وهو تشابه في الألفاظ المفردة أو المركبة، لكنه أخص من ذينك الوجهين الأولين، لأن هذا تشابه في الألفاظ المفردة أو المركبة في الأبيات المتقاربة المتدانية، فتجد بيتين لابن مالك في صفحة واحدة بينهما تشابه كبير في الألفاظ، وقد ذكر الأستاذ فيصل أمثلة كثيرة لهذا.
وقد اعتبرت هذا دليلا واحدا، وحقه أن يُجعل دليلين على اعتبار الإفراد والتركيب.
10 - تساوق الألفاظ بين أبيات ابن مالك وأبيات غيره، فتجد بيتا لابن مالك وبيتا آخر من الشعر القديم في صفحة واحدة أو في صفحتين متتاليتين وتجد بينهما تشابها كبيرا في الألفاظ المفردة أو المركبة.
وقد اعتبرت هذا أيضا دليلا واحدا، وحقه أن يكون دليلين على اعتبار الإفراد والتركيب.
11 - تساوق المعنى بين أبيات ابن مالك، فتجد البيتين المتقاربين في صفحة واحدة معناهما واحد.
12 - تساوق المعنى بين أبيات ابن مالك وأبيات غيره.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 147