responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 140
ـ[أحمد فال]ــــــــ[28 - 04 - 2014, 12:13 ص]ـ
هذا باطل مردود من جهة الشرع وفيه طعن في اللغة العربية
وأدلة بطلانه أوضح من أن تذكر
فاتقو الله واذكروا قوله تعلي:
ولا تقف ما ليس لك به علم
فنسبة عالم من علماء الأمة إلي التدليس هذا جد خطير
لا سيما إن كان بمجرد الوهم

ـ[أبو عبد الملك الرويس]ــــــــ[28 - 04 - 2014, 08:31 ص]ـ
فنسبة عالم من علماء الأمة إلي التدليس هذا جد خطير
لا سيما إن كان بمجرد الوهم
وهم ومبنيّ على الذوق!؟

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[28 - 04 - 2014, 10:51 ص]ـ
وفقكم الله لكل خير.
اعلم أن بعض الأشياء التي نذكرها لا تخفى على أحد ولو كان أشد الناس غباوة وأعظمهم بلادة، كالذي ذكرناه من أن أبيات ابن مالك لم ترد في كتب المتقدمين، والذي ذكرناه من أن هذه الأبيات غير منسوبة إلى أحد، فهذان الأمران تفهمهما البهيمة العجماء، وهذان الأمران كافيان لإسقاط أبيات ابن مالك كلها، فإن البيت إذا لم يُعرف قائله ولم يوجد في كتب المتقدمين لم يجز الاحتجاج به، وحكى بعض العلماء الإجماع على ذلك.
ومنها ما هو أرفع من هذا قليلا فيفهمه كل أحد معه مسكة من عقل، ولو كان الغالب عليه البلادة، وهذا كالأشياء التي ذكرها الأستاذ فيصل المنصور من قلة الأعلام في أبيات ابن مالك وقلة الغريب ووجود ألفاظ لا تكاد توجد في شعر المتقدمين ونسبة ما نسب من الأبيات كلِّه إلى رجل من طيئ وأشباه ذلك، فهذه يكفي الإنسان لإدراكها أن يكون معه مثقال ذرة من عقل، فمن ارتفع عن حد الجنون لم تُشكل عليه هذه، فإنه يستطيع على بلادته أن يميِّل بين عدد الأعلام في شواهد سيبويه وعددها في شواهد ابن مالك ويرى أيهما أكثر، وكذلك الأمر في ألفاظ الغريب ونحوها.
ومنها ما يكون فيه شيء من غموض وخفاء كقولنا: إن هذا لا يُشبه شعر المتقدمين، وإنه يلوح عليه وسم الصنعة، وما أشبه ذلك، فهذه الأشياء إذا تكلمنا بها لم يكن خطابنا موجها إلى الصنفين الأولين، فإن أفهامهم تقصر عن إدراكها، وتحسر دون غايتها، إذ كان المحلُّ غيرَ قابل للتعليم، فأنت معهم كمن يريد أن يري الأعمى دقيقا لا يكاد يثبته بصرُ البصير، أو يُسمع الأصمَّ جَرسًا خفيًّا يكذِّب دونه سمعُ السميع، وإنما هي موجهة لذي قريح صالحة إن نُبِّه تنبَّه، وإذا بُصِّر أبصر.
ورحم الله الجرجاني كم لقي من الصنفين الأولين، وله في ذلك كلام يُكتب بذوب الذهب.
قال رحمه الله في وصف هذا الداء: "فليس الداءُ فيه بالهين، ولا هو بحيثُ إذا رمتَ العلاجَ منه وجدتَ الإِمكانَ فيه مع كلِّ أحدٍ مُسعفًا والسعي مُنجحًا، لأنَّ المزايا التي تحتاج أن تُعْلِمَهم مكانها وتصورَ لهم شأنها أمورٌ خفية ومعانٍ رُوحانية أنتَ لا تستطيع أن تنبه السامعَ لها وتحدثَ له علمًا بها حتّى يكونَ مهيَّأً لإدراكها، وتكونَ فيه طبيعة قابلة لها، ويكونَ له ذوقٌ وقريحة يجد لهما في نفسه إحساسًا بأنَّ من شأنِ هذه الوجوه والفروق أن تعرضَ فيها المزيّةُ على الجُملة، ومَن إذا تصفّح الكلامَ وتَدبَّر الشِعرَ فرَّق بين موقِعِ شيءٍ منها وشيءٍ."
ثم قال: "والبلاءُ والداء العياء أن هذا الإِحساسَ قليلٌ في الناس حتى إنه ليكونُ أن يقعَ للرجل الشيءُ من هذه الفروقِ والوجوهِ في شِعْرٍ يقوله أو رسالةٍ يكتُبها الموقِعَ الحسنَ ثم لا يعلمُ أنه قد أحسنَ. فأما الجهلُ بمكانِ الإِساءة فلا تَعْدمُه. فلستَ تملِكُ إذًا من أمركَ شيئاً حتى تظفرَ بمَنْ له طبعٌ إذا قدحتَه وَرَى وقلبٌ إذا أريْتَهُ رأى. فأما وصاحِبُكَ مَنْ لا يرى ما تُريه ولا يهتدي للذي تَهديه فأنت رامٍ معه في غيرِ مَرْمًى ومُعَنٍّ نفسك في غيرِ جَدْوى."
ثم قال: "وإِذا كانَتِ العلومُ التي لها أصولٌ معروفة وقوانينُ مضبوطة قد اشترك الناسُ في العِلْم بها واتفقوا على أن البناءَ عليها، إذا أخطأ فيه المخطئ ثم أُعجِبَ برأيه لم يُستَطعْ ردُّه عن هواه وصرفُه عن الرأي الذي رآه إلا بَعْدَ الجهد وإلا بعد أن يكونَ حَصيفًا عاقلًا ثبتًا إذا نُبِّه انتبه وإِذا قيلَ: إنَّ عليك بقيةً مِنَ النَّظَرِ وقفَ وأصغَى وخشِيَ أن يكونَ قد غُرَّ فاحتاطَ باستماعِ ما يقالُ له وأنفَ من أن يَلِجَّ من غيرِ بيِّنة ويتطيَّلَ بغيرِ حجة، وكان مَنْ هذا وَصفه يعزُّ ويقلُّ = فكيف بأن تردَّ الناسَ عن رأيهم في هذا الشأن وأصلُك الذي تردُّهم إليه وتعوِّلُ في مَحاجَّتهم عليه استشهادُ القرائح وسبرُ النفوسِ وفلْيُها وما يعرِضُ فيها من الأريحية عندما تسمع."
ثم قال: "فتبقى في أيديهم حَسيرًا لا تملكُ غيرَ التعجُّبِ. فليس الكلامُ إذًا بمُغْنٍ عنك ولا القولُ بنافعٍ ولا الحجَّةُ مسموعة حتى تجد مَنْ فيه عونٌ لك على نفسِه، ومن إذا أَبى عليك أبى ذاك طبعُه فردَّه إليك وفَتَحَ سَمْعَه لك ورفَعَ الحجابَ بينك وبينَه وأخذَ به إلى حيثُ أنتَ وصرف ناظِرَه إلى الجهة التي إليها أومأتَ، فاستبدلَ بالنِّفارِ أنسًا وأراكَ مِنْ بعد الإِباء قَبولا.
ولم يكنِ الأمرُ على هذه الجملة إلاّ لأنه ليس في أصناف العلومِ الخفية والأمورِ الغامضة الدقيقة أعجبُ طريقًا في الخفاء من هذا."
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست