responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 137
والحظِ التشابهَ في التَّركيب بين: (جفوني ولم أجفُ الأخلاء)، و (خالفاني ولم أخالف خليليَّ).
وقالَ:
واصلْ خليلَك ما التواصلُ مُمْكِنٌ * فلأنتَ أو هو عن قريبٍ ذاهبُ
واستمِعْ بعدَ ذلكَ إلى قولِه في «الكافية الشَّافية»:
وصِلْ خليلاً لا مُخالفًا ولا * مُبطِّئًا عمَّا ابتغَى أهلُ الولا
فقولُه: (صلْ خليلاً) يُشبهُ: (واصلْ خليلَك). وقولُه: (لا مُخالِفًا) يُشبه قولَه: (ولمْ أخالفْ خليليَّ فلا خيرَ في خلافِ الخليلِ).
وقالَ أيضًا ذاكرًا الخلافَ في منظومة «الإعلام بمثلَّث الكلام»:
وأشرَسٌ وفي الجميعِ شُرْسُ * مَن دأبُه الخلافُ للأصحابِ
وقالَ في «الألفيَّة» يصفُ الخليلين بالوفاءِ، والصدق:
وتلوَ فعلٍ انصبنَّه كما * أوفَى خَلِيلَيْنا وأصدِقْ بهما
وجمع بينَ الصِّدقِ، والوفاءِ أيضًا في قولِهِ في «الألفيَّة»:
فالعطفُ مطلقًا بواوٍ ثمَّ فا * حتَّى أمَ اوْ كفِيكَ صدقٌ ووفا
وجمعَ بينهما كذلك في قولِه في «تحفة المودود»:
وها أنا بالمنويِّ وافٍ فإنَّما * علامةُ صدقِ العازِمينَ وفاءُ
وقولُه: (وافٍ) تقدَّم في الشَّواهِدِ في قولِه:
* خليليَّ ما وافٍ بعهدي أنتما *
وقالَ في «الكافية الشَّافية» ذاكرًا الوفاءَ كذلك:
* كمثل ليس الحرُّ إلاَّ مَن وفَى *
وقالَ في «الكافية الشَّافية» في مُخلف الوعد:
* كمخلفُ الوعدَ مُحِقٍّ ذو نَكَدْ *
ومن شواهدِه النَّحويَّة الَّتي وردَ فيها إخلافُ الوعد: قولُه:
وثقتُ بها وأخلفَتْ أمُّ جندبٍ * فزاد غرامَ القلبِ إخلافُها الوعدا
وقوله:
هلاَّ تَمُنِّنْ بوعدٍ غيرَ مُخلفةٍ * كما عهدتُّكِ في أيامِ ذي سَلَمِ

فاصل1

وذكرَ الأستاذ فيصل المنصور -وفَّقه الله- أنَّ من الألفاظِ الَّتي وردَتْ في الشَّواهدِ مرارًا، مع قلَّتها في الشِّعرِ القديم: كلمة (ألغَى)، وكلمة (عُنِيَ)، وكلمة (مُولَع)، وساقَ أمثلة ذلك بما أغنَى عن الإعادةِ. وسأذكرُ ما وقفتُ عليه من ذلكَ في منظوماتِه، فمنه قولُه في «تحفة المودود»:
أيا ابنَ البَرا استحضِرْ براءً من الدُّنَى * فشبْهُ العَفا المُلغَى لديهِ عَفاءُ
وقالَ فيها أيضًا:
نُهَى الأمرِ لاحظْ والنُّهاء اعتبرْ به * وألغِ مُنًى منها اللَّبيبُ مُناءُ
وقالَ في «النظم الأوجز»:
ومِئْثرةً ألغِ ومِيثرةً ولا * أرَى لذئارٍ أو ذيارٍ مُسهّدا
وذكرَ (مَعْنِيًّا) بعينِها في قولِه في «الألفيَّة»:
وسبقَ حرفِ جرٍّ او ظرفٍ كما * بي أنتَ معنيًّا أجازَ العُلما
وقالَ في خاتمةِ «الألفيَّة»:
وما بجمعِه عُنيتُ قد كملْ * نظمًا على جُلِّ المهمَّاتِ اشتملْ
وقالَ في مقدّمة «الكافية الشافية»:
وقد جمعتُ فيه كتبًا جمَّهْ * مفيدةً يُعنَى بها ذو الهمَّهْ
وقالَ في «الإعلام بمثلَّث الكلام»:
ومن مصائدِ الظِّباءِ الجُرَّهْ * يُعنَى بها قومٌ ذوو اكتسابِ
وقالَ فيه:
* بمثلِ ذا يُعنَى أولو الألبابِ *
وقالَ فيه أيضًا:
* حكاهُ مَعنيُّونَ بالآدابِ *
وقالَ في «الكافية الشافية»:
.................. نحو جَا * إلاَّ الوليدَ المولعونَ بالنَّجا
وقالَ في «الإعلام بمثلَّث الكلام»:
* وخالفِ المُولَعَ بالإغْرابِ *

فاصل1

وأشيرُ إلى فعلٍ لَمْ يرِدْ في شواهدِه بكثرةٍ، ولا أرَى بأسًا في ذكرِه، وهو الفعل (اغتبط)، فإنه جاءَ بصيغةِ الأمرِ، مع المصدر منه في قولِه:
دُرِيتَ الوفيَّ العهدِ يا عُروَ فاغتبطْ * فإنَّ اغتباطًا بالوفاءِ حَميدُ
وجاءَ على صيغةِ اسمِ الفاعلِ في قولِه:
لغيرِ مُغتبطٍ مُغرًى بطَوعِ هوًى * ونادمٍ مُولَعٍ بالحَزْمِ والرَّشَدِ
ووردَ هذا الفعلُ مضارِعًا في «الألفيَّة» في قولِه:
ومن ضميرِ الرَّفعِ ما يستترُ * كافعلْ أُوافقْ نغتبِطْ إذْ تُشكَرُ
وجاءَ الفعل (اغتبطْ) في قولِه في «النَّظم الأوجز»:
* ........... وبالهَجْوِ فاغْتَبِطْ *
وجاءَ (اغبط) في قولِه في «النَّظم الأوجز» كذلك:
* ومَنْ ألَفَ اغْبِطْ ........... *

ولعلِّي أكتفي بهذا القدرِ.

وأودُّ أنْ أقولَ في الختامِ: ليس هذا بمنقصٍ من قدرِ الإمامِ ابنِ مالكٍ -رحمه الله- عندَنا، وخطؤُه مغمورٌ في بحر حسناتِه الكثيرة، فجزاه الله خيرًا علَى ما قدَّم، وأسكنَه فسيحَ جنَّاتِه.
وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[10 - 04 - 2014, 05:52 م]ـ
لما قرأتُ قول ابن مالك رحمه الله:
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست