اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 136
وانظرْ إلى التشابهِ بين قوله: (مكافأة الباغين)، وقوله: (كافأ الباغين).
وقالَ:
يا لَقومي وللذين تولَّو * هُم لِباغين بغيُهم في ازديادِ
وقالَ:
يا لأناسٍ أبَوا إلا مثابرةً * على التوغُّل في بغيٍ وعدوانِ
وقالَ:
إساءةُ مَن يبغي على النَّاسِ مُوقِعٌ * بحَوبائِه الهَلكاءَ مِن حيث لا يدري
وقالَ:
أعوذُ بربِّ العرشِ من فئةٍ بغَتْ * عليَّ فما لي عَوضُ إلاَّهُ ناصرُ
وقالَ:
لا يأمَنِ الدَّهرَ ذو بغيٍ ولو مَلِكًا * جنودُه ضاقَ عنها السَّهلُ والجبلُ
وقالَ:
ندمَ البغاةُ ولاتَ ساعةَ مندمٍ * والبغيُ مرتعُ مبتغيه وخيمُ
وقالَ:
لنِعمَ موئلاً المولَى إذا حُذِرَتْ * بأساءُ ذي البَغي واستيلاءُ ذي الإحَنِ
وغيرها.
وقالَ في «النَّظمِ الأوجزِ»:
وذا البغيِ فاكفأْ واكْفِه شرَّ بغيِه * والارضَ به اجلأْ يجلُ عن قلبِكَ الصَّدا
وقالَ في «تحفة المودود»:
* وإجلَى العُلا إجلاءَ ذي البَغْيِ فاعْتَمِدْ *
وفيها تكرار (ذي البغي).
وقالَ في «الألفيَّة»:
من بعدِ نفيٍ أو مُضاهيه كلا * يبغِ امرؤٌ علَى امرئٍ مُسْتسهِلا
وقالَ فيها:
وزيدَ في نفيٍ وشبهِه فجَرْ * نكرةً كما لباغٍ مِن مَفَرْ
فاصل1
ومن الأفعالِ الَّتي وردَتْ بكثرةٍ في شواهِدِه: الفعلُ (ألفَى)، وقد جاءَ في أكثرَ من خمسة عشر بيتًا، منها هذه الأبيات:
- عملاً زاكيًا توخَّ لكي تُجـ * ـزى جزاءً أوفَى وتُلفَى حميدا
- ومن لا يزلْ ينقادُ للغيِّ والهوى * سيُلفى على طولِ السَّلامة نادما
- لكَ اللهُ لا أُلْفَى لعهدكَ ناسيًا * فلا تكُ إلاَّ مثلَ ما أنا كائنُ
- ألِفتُ الهوى من حين أُلفيتُ يافعًا * إلى الآنَ مَمْنُوًّا بواشٍ وعاذلِ
- ما المرءُ أخْوَكَ إن لم تُلفِهِ وزرًا * عند الكريهةِ معوانًا على النُّوَبِ
- وما كلُّ مَن يبدي البشاشةَ كائنًا * أخاك إذا لم تُلفِهِ لك مُنجدا
- متى تأتِه ألفيتَه متكفِّلاً * بنصرةِ مذعور وترفيهِ بائسِ
- خلتكَ الليثَ إذ أمِنتَ فألفيـ * ـتُك في الرَّوعِ أرنبًا بل أذلاَّ
- لم أُلفِ في الدَّار ذا نطقٍ سوى طَلَلٍ * قد كادَ يعفو وما بالعهدِ من قِدَمِ
ولا أريدُ أنْ أطيلَ بذكرِ الأبياتِ الَّتي جاءَتْ في منظوماتِه، ووردَ فيها هذا الفعلُ، فهي كثيرةٌ، وأكتفي ببعضِ الأمثلةِ، فمنها قولُه في «الألفيَّة»:
والفعلُ إن لم يكُ ناسخًا فلا * تُلفيه غالبًا بإن ذي مُوصَلا
وقالَ فيها:
وربَّما عاقبتِ الواوَ إذا * لم يُلفِ ذو النُّطق لِلَبْسٍ منفذا
وتأمَّلِ الشبهَ في الألفاظِ بينَ هذا، وقولِه في الشَّاهد:
* لم أُلفِ في الدَّار ذا نطقٍ سوى طَلَلٍ *
وقالَ في «الكافية الشَّافية»:
كاف الخطاب كلاًّ اردفْ حرفَا * في البعد مثله إذا اسمًا يُلْفَى
وقالَ فيها:
ويُلفَيان اسمين بعدَ (مِنْ) كما * مِن عن يمينٍ مِن عليه اذكرهما
وقالَ فيها:
والثاني اجررْ وانوِ (مِنْ) أو (في) إذا * صحَّا ولم تُلْفِ لِلامٍ مَنفَذَا
وقالَ فيها:
وتركُه من بعد (إمَّا) قلما * تُلفيه إلاَّ في كلامٍ نُظِمَا
وقالَ فيها:
ولا يجوزُ نصبُه بعد الفا * إذا لأمر غير فِعل يُلفَى
وقالَ فيها:
وماضيين أو مضارعين * تُلفيهما أو مُتخالفين
وقالَ فيها:
وزائدًا تُلفيه ضعفَ الأصلِ زِنْ * بما به أصلٌ حقيقيٌّ وُزِنْ
وقالَ في «تحفة المودود»:
توقَّ الرَّدَى والبس رداءً من التقى * لعل الشّفا يُلفَى لديه شفاءُ
وقالَ في «النظم الأوجز»:
* ولا يربئ المربي فيُلفِكَ مصفَدا *
وقالَ فيه:
* فلا مُؤجرًا ألفى ولا موجرًا رأى *
وقالَ في «الإعلام بمثلَّث الكلام»:
* وادْعُ امرأً يُلفَى أكولاً مِلْهَما *
فاصل1
وممَّا تكرَّرَ الحديثُ عنه في شواهدِه: (الخليل)، ومن ذلكَ قولُه:
ما راعٍ الخُلانُ ذمَّةَ ناكثٍ * بل مَن وَفى يجدِ الخليلَ خَليلا
وقالَ أيضًا:
أخلاءِ لا تنسَوْا مواثيقَ بينَنا * فإنِّيَ لا واللهِ ما زلتُ ذاكرا
وقالَ:
خليليَّ ما وافٍ بعهدي أنتما * إذا لم تكونا لي علَى مَن أُقاطعُ
وقالَ:
يا صاحِ إما تجدْني غيرَ ذي جدةٍ * فما التخلِّي عن الخُلاَّنِ من شيمي
وقالَ:
ليس الأخلاءُ بالمصغي مسامعِهم * إلى الوشاةِ ولو كانوا ذوي رحمِ
وقالَ:
جَفوْني ولم أجفُ الأخلاءَ إنني * لغير جميلٍ من خليلي مهملُ
وقالَ:
خالفَاني ولمْ أخالفْ خليليْ * ـيَ فلا خيرَ في خلافِ الخليلِ
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 136