responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1147
لماذا منعت كلمة (أشياء) من الصرف؟
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[30 - 09 - 2011, 08:51 م]ـ
البسملة1

الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله وعلى آلِه وصَحبِه ومَن والاهُ، وبعدُ:
فإنَّ مما يُذكر مِن أمثلةِ ما لا ينصرِفُ في باب الممنوع مِن الصَّرفِ لعِلَّةِ ألفِ التَّأنيثِ الممدودةِ كلمةَ (أَشيَاء)، ومِن شواهدِ منعِها مِن الصَّرفِ قولُه تعالى في سورةِ المائدةِ (الآية: 101): ? يَـ?أيُّهَا الَّذينَ ءامَنُواْ لَاتَسْئَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ?
ولقائلٍ أَن يقولَ: ما توجيهُ المنعِ مِن الصَّرفِ هُنا، آلألفُ الممدودةُ للتَّأنيثِ؟!
أجابَ عن ذلكَ أبو القاسمِ إسماعيلُ بنُ محمَّدٍ القُرشيُّ الأصبهانيُّ الملقَّبُ بِـ (قوَّامِ السُّنَّةِ)، فقالَ رحمه الله تعالى في كتابِه الماتعِ (إعراب القُرآنِ ـ ص: 105):
«ويُسأَل عن قوله: ? أَشْيَاءَ ? لِمَ لَمْ يَنْصَرِفْ؟
وفيهِ بينَ العُلماءِ خِلافٌ:
،،، قالَ الخليلُ وسيبَويهِ: أصلُه (شَيْئَاء) على وَزْنِ (طَرْفَاء)، ثمَّ قُدِّمَت الهمزةُ الَّتي هيَ لامُ الفعلِ إلى مَوضعِ الفاءِ، وأُسكِنَت الشِّينُ، فقيلَ: (أَشيَاء)، والهمزةُ في آخرِه لِلتَّأنيثِ؛ فلَمْ يَنصَرِفْ لذلِكَ.
،،، وقالَ الأخفشُ والفرَّاءُ: أصلُهُ (أَشْيِئَاء) على وَزْنِ (أَفْعِلَاء) ثمَّ خُفِّف. وشبَّههاهُ بـ (هيِّنٍ وأَهْوِنَاء) و (صَدِيقٍ وأَصدِقَاء)، واختَلفَا في المفرَدِ، فجعلَه أحدُهما كـ (هَيِّنٍ)، وجعلَه الآخرُ كـ (صَدِيقٍ).
قالَ المازِنيُّ: قلتُ للأخفَشِ: كيفَ تُصغِّرُ (أَشيَاء)؟ فقالَ: (أُشَيِّئَاء). فقلتُ: خالفتَ أصلَك، وإنَّما يجبُ أن تُصغِّر الواحدَ، ثمَّ تَجمعَه بالألفِ. فَانقَطَع.
،،، وقالَ الكسائيُّ: هو (أَفْعَال) إلا أنَّه لَمْ يَنصرِفْ؛ لأنَّهم شبَّهوهُ بـ (حَمْرَاء)؛ لأنَّهم يقولونَ: (أَشْيَاوات) كما يقولونَ: (حَمْرَاوات). فألزَمَهُ الزَّجَّاجُ ألَّا يَنصرِفَ (أَبنَاء) و (أَسْمَاء)؛ لأنَّهم يقولُونَ: (أَبنَاوات) و (أَسمَاوات).
،،، وقالَ أبو حاتِم: هو (أَفْعَال) كـ (بَيْتٍ وأَبْيات)، إلا أنَّه شذَّ فجاءَ غيرَ مَصرُوفٍ.
،،، وقالَ محمَّدُ بنُ الحسنِ الزُّبَيديُّ: توهَّمت العَربُ أنَّ همزتَهُ للتَّأنيثِ فلَمْ تَصرِفْهُ» اهـ

....................................
بقيَ هنا سُؤالٌ لم يُجِب عنه أبو القاسمِ رحمه الله تعالى، وهُو:
ما الرَّاجِحُ مِن هذه الأقوالِ المذكورةِ؟
..................................

ـ[عائشة]ــــــــ[01 - 10 - 2011, 08:25 ص]ـ
جزاكَ الله خيرًا، ونفعَ بكَ.

قالَ السَّمينُ الحلبيُّ في «الدُّرِّ المصونِ 4/ 434» عنِ المذهبِ الأوَّلِ -وهو مذهبُ الخليلِ، وسيبويه، والمازنيِّ، وجمهور البصريِّينَ-:
(ورُجِّحَ هذا المذهبُ بأنَّه لَمْ يلزَمْ منه شيءٌ غيرُ القلبِ، والقلبُ في لسانِهم كثيرٌ؛ كالجاه، والحادي، والقِسِيّ، وناءَ، وآدُر، وآرام، وضِئاء -في قراءة قُنبُل-، وأَيِسَ، والأصلُ: وجه، وواحد، وقُووس، ونأَى، وأدْوُر، وأرْآم، وضياء، ويَئِسَ) انتهى.

ويُراجَعُ -لمزيدٍ من الفائدةِ حولَ هذا الموضوعِ- الرَّابطُ التَّالي:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=379

ـ[كمال أحمد]ــــــــ[01 - 10 - 2011, 10:52 ص]ـ
قالَ المازِنيُّ: قلتُ للأخفَشِ: كيفَ تُصغِّرُ (أَشيَاء)؟ فقالَ: (أُشَيِّئَاء).

بارك الله فيكم.
ولعل الصواب: (أُشَيَّاء).

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[01 - 10 - 2011, 06:04 م]ـ
باركَ الله فيك يا أبا إبراهيم.
أشكرُ لكَ جهودَك المتعاقِبة في نفعِ إخوانِك. وهذه تعليقاتٌ يسيرةٌ على ما ذكرتَ:
1 - الكتاب الذي نقلتَ عنه ليس لقِوام السنة الأصفهاني (ت 535 هـ)، وإنما هو لابن فضال المجاشعيِّ (ت 479 هـ). ولشدَّ ما ظُلِمَ هذا الرجلُ في كتبِه، فقد نُسِب أيضًا كتابُه (العوامل والهوامل في الحروف) إلى أبي الحسن الرمانيِّ (ت 384 هـ)، وطُبِع باسم (معاني الحروف)!
وابن فضَّال هذا هو صاحب الأبيات المعروفة:
وإخوانٍ حسبتُهم دروعًا ... فكانوها، ولكن للأعادي
وخلتُهم سهامًا صائباتٍ ... فكانوها، ولكن في فؤادي
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست