responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 310
فيه، ولم يلزم الإسلام أحدًا على الدخول فيه إلزامًا، ولم يرغم أحدًا على قَبُولِه، فكيف يتهم بعد ذلك بأنه دين يلزم الناس بالدخول فيه، أو أنه يكرههم عليه؟! والجهاد في سبيل الله -تبارك وتعالى- لم يُشرع إلزام الناس على الدخول في دين الله، أو إكراههم على ذلك؛ ولهذا نقول بكل ثقة وبكل يقين في سبب مشروعية الجهاد في سبيل الله:
إن الجهاد في سبيل الله إنما شرع لرد العدوان، ودفع الشر، وللدفاع عن النفس، وهو مبدأ لا يمكن أن يجادل فيه عاقل منصف نزيه مهما كان معتقده، وقد واصل المشركون كيدهم اللئيم، ومكرهم الخبيث، وعدوانهم المتزايد على المسلمين أينما حلوا وفوق أي أرض نزلوا، وفي أي البلدان وُجِدوا وإلى أي الأقطار اتجهوا يوقعون بهم شتى أنواع الأذى، ومختلف ضروب العذاب؛ ليفتنوهم عن دينهم، وليردوهم على أعقابهم، وقد هموا بما لم ينالوا، هموا بقتل الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- صاحب الدعوة وحامل الرسالة لولا أن تدخلت عناية الله ورحمته من اليد الآثمة الشريرة، وصدق الله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ} (المائدة: من الآية: 67).
وأمام تزايد ظلم قريش تطلع المؤمنون بالأمل الوثاب إلى يوم عزيز، يأذن الله به بقتال الكافرين ليجدوا طريقًا مشروعًا وسبيلًا سليمًا، يرفعون به ما لحقهم من ضيم وهوان، ويردون به ما نالهم من أذى وعذاب، ويستردون ما غُصِبَ منهم من حقٍّ ومالٍ وممتلكات، وعلى هذا فإن الإسلام دين عزة وقوة ومنعة، وليس بدين استسلام واستكانة، ورضى بالهوان، وطلب معيشة ذليلة، وهو لا يرضى للمسلمين الخنوع والجبن، وقبول واقع مرير وحياة وضعية، والفضيلة كل الفضيلة تتجلى في رد الاعتداء، ومنع الخضوع للأقوياء المشركين، ولو تُرِكَ الأشرار وشأنهم يعيثون فسادًا من غير رادعٍ يردعهم، ولا مانع يمنع طغيانهم وبغيهم لعم الفساد في البر والبحر، ومصداق ذلك في قول الله -تبارك وتعالى-:

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست