responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 587
الصف الإسلامي من عناصر الإفساد, كما أن له ثمرات: إعزاز المسلمين وإذلال الكافرين، وحدة صفوف المسلمين، هداية المجاهدين وتسديد خطواتهم، دخول الناس أفواجا في هذا الدين، التزام المسلمين بالإسلام، والحرص على حمايته، وعدم التفريط فيه، إسعاد الناس بنور الإسلام
وعدله ورحمته.
أ- أهداف الجهاد في سبيل الله:
إن الغاية العليا للجهاد في سبيل الله هي إعلاء كلمة الله لتحقيق عبادته وحده لا شريك له، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ - مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ - إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56 - 58]. ومفهوم العبادة شامل لنشاط الإنسان كله ويفسر ذلك قوله سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 163، 164].
ومن أجل هذه الغاية جاهد جنود الدولة الإسلامية في عصرها الزاهر، وقد سأل رستم قائد الفرس ربعي بن عامر: ما جاء بكم؟ فقال: ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله, ومن ضيق الدنيا إلى سعتها, ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه, فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه, ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله، قال: وما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقي» [1].
وقال ابن تيمية - رحمه الله -: «والجهاد مقصوده أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين لله، فمقصوده إقامة دين الله، لا استيفاء الرجل حظه، كان ما يصاب
به المجاهد في نفسه وماله أجره على الله, فإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
بأن لهم الجنة» [2].

[1] البداية والنهاية لابن كثير (7/ 39).
[2] الفتاوى (15/ 170).
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 587
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست