اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 588
هذه هي الغاية العليا الشاملة للجهاد في سبيل الله، ويمكننا أن ندخل نقطتين تحت أهداف الجهاد في الدولة الإسلامية منها:
1 - إقامة حكم الله ونظام الإسلام في الأرض:
إن إقامة حكم الله في الأرض هدف من أهداف الجهاد، ولذلك تسعى الدولة المسلمة لتحقيق هذا الهدف من خلال أجهزتها ومؤسساتها وتوظيف كل إمكاناتها، وفتح المجال للمسلمين للسعي الدءوب من أجل إنزال حكم الله، ونظام الإسلام في دنيا الناس، ليتمتعوا بحكم الله الذي يؤتي كل ذي حق حقه بلا نقص.
قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105].
قال سيد قطب - رحمه الله -: «وجاهد الإسلام ليقيم في الأرض نظامه الخاص ويقرره ويحميه، وهو وحده النظام الذي يحقق حرية الإنسان تجاه أخيه الإنسان حينما يقرر أن هناك عبودية واحدة لله الكبير المتعال, ويلغي في الأرض عبودية البشر للبشر في جميع أشكالها، وصورها, فليس هناك فرد ولا طبقة ولا أمة تشرع الأحكام للناس وتستذلهم عن طريق التشريع، إنما هنالك رب واحد للناس جميعا هو الذي يشرع لهم على السواء, وإليه وحده يتجهون بالطاعة والخضوع كما يتجهون إليه وحده بالإيمان والعبادة سواء، فلا طاعة في هذا النظام لبشر إلا أن يكون منفذا لشريعة الله موكلا عن الجماعة ليقوم بهذا التنفيذ حيث لا يملك أن يشرع هو ابتداء لأن التشريع من شأن الألوهية وحدها، وهو مظهر الألوهية في حياة البشر, فلا يجوز أن يزاوله إنسان فيدعي لنفسه مقام الألوهية وهو واحد من العبيد .. جاهد الإسلام ليقيم هذا النظام الرفيع في الأرض ويقرره ويحميه, وكان من حقه أن يجاهد ليحطم النظم الطاغية التي تقوم على عبودية البشر للبشر والتي يدعي فيها العبيد مقام الألوهية ويزاولون فيها وظيفة الألوهية بغير حق، ولم يكن
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 588