اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 496
وعلى الرغم من انهيار الدولة العباسية، إلا أن الأمة الإسلامية كانت ومازالت بخير كثير على الرغم من كل عناصر الفساد التي تسربت خلال الحكم العباسي، ولم يكن انهيار الدولة العباسية هو نهاية الأمة الإسلامية, فقد برزت إلى الوجود دولة إسلامية جديدة، فتية وهي الدولة العثمانية، والتي بقيت ممكَّنة في الأرض زهاء خمسة قرون استطاعت خلالها أن تحفظ كيان المسلمين وأن تحميهم من غارات الصليبيين المتتالية، بل وتوغلت في أوروبا الصليبية، وفتحت للإسلام أراضي وقلوبًا، فدخل الناس في الإسلام بعشرات الملايين، كما منعوا قيام الدولة اليهودية على أرض الإسلام، وغير ذلك الكثير.
ولكن هذا وغيره لا ينفي وجود انحرافات كثيرة، سواء في الدولة أو في حياة الأمة في ظل الدولة، وقد آتت هذه الانحرافات ثمارها السيئة على مدى الأيام [1].
- فكانت هذه أول دولة للخلافة لم تستعرب.
- وكان الوالي في آخر عهد الدولة العثمانية على أي قطر يتولى لفترة محدودة ثم يعزل, فكان يجعل من فترة ولايته فرصة لجمع ثروة من المال تكفيه مدى الحياة.
- وأصاب الدولة العثمانية في آخر أيامها الجمود والتخلف في أرجائها.
- وتسلل الأعداء إلى كيان الدولة وشرعوا في نخرها، ودخلت الأيدي الأجنبية وكانت بدايتها المشئومة في عهد السلطان سليم، والذي اشتهر باسم سليمان القانوني [2].
وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد كانت الأمة قد تخلت عنه بالنسبة لحكامها منذ زمن بعيد، ولم يكن من المتوقع أن تعود إليه في الجو العسكري الذي قامت فيه الدولة العثمانية. [1] المصدر نفسه، ص138. [2] تولي الحكم من سنة 1520م إلى 1566م.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 496