اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 497
- وانشغل المسلمون عن دينهم الصحيح ببدع، وخرافات، ومعاصٍ، وران عليهم جو التواكل والقعود عن الأخذ بالأسباب.
ولكن على الرغم من ذلك لم يكن الإسلام ذاته في نفوسهم موضع نقاش لا بوصفه عقيدة، ولا بوصفه منهجا للحكم، بل ظل حيا محفوظا من التحريف والتبديل، وظلت مشاعل الإصلاح متسلسلة بعضها من بعض لا تطفئها العواصف [1].
ودخل العالم مرحلة جديدة من تاريخه مع بداية القرن السابع عشر الميلادي حيث شن الغرب النصراني حروبه على أنحاء الأمة الإسلامية، وقد سماها بعض الباحثين: «الحملات الصليبية الأخيرة» [2].
وفي هذه المرة كان الموقف قد تغير كثيرا عن ذي قبل، فقد انحرف المسلمون انحرافا شديدا عن حقيقة الإسلام، سواء في التصور أو السلوك، وفسدت المفاهيم لدى الأمة الإسلامية.
- ففسد مفهوم العقيدة، وانحصر في مجرد النطق بالشهادتين دون النظر إلى العمل وتبع ذلك: التواكل المقيت، والسلبية، والوهن، والعجز.
وفسد مفهوم العبادة الشامل، فانحصر في شعائر التعبد المحدودة.
وفسد كذلك مفهوم العمل الصالح فانحصر في مجرد الركعات والتسبيحات والأوراد.
- وتخلف المسلمون كثيرا في مجالات الحياة، بعد أن عجزوا عن الأخذ بأسباب التقدم.
- كما تقطعت أواصر الإخاء بين الأمة الإسلامية، فضعفت قوتهم، وذهبت هيبتهم [3]. [1] انظر: واقعنا المعاصر، ص152. [2] انظر: التمكين للأمة الإسلامية، ص19. [3] انظر: واقعنا المعاصر، ص152.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 497